الأول نيوز – للأسير القائد مروان البرغوثي باع طويل في النضال الفلسطيني، فلديه تاريخ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، منذ أن كان في ريعان شبابه وحتى توليه مناصب مرموقة في حركة فتح، حتى عندما اعتقل، فهو الآن قائد إضراب الحرية والكرامة الذي يخوضه الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
الأسير مروان اكتسح أعلى الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح خلال المؤتمر السابع للحركة، ولكن السؤال هل هذه الشخصية مؤهلة لأن تتبوأ مناصب أعلى في حال الإفراج عنه؟ وما مدى شعبيته لدى الفصائل الفلسطينية خاصة، والشعب الفلسطيني بشكل عام؟
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة البروفسور ناجي شراب، لو تم التسليم باحتمالية الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي، فإن ذلك يعني أنه سيكون أمام عدة خيارات، الأول أنه سيستأنف عمله كعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أما الخيار الثاني أنه سيلتزم بالخيارات والتشكيلات التي تم وضعها في المركزية من حيث اختيار نائب الحركة وأمين سرها، أما الثالث فإنه سيعمل على توسيع قاعدته الشعبية، لافتً إلى أن هناك سيناريو بعيد المدى وهو أنه قد يرشح نفسه للرئاسة الفلسطينية؟
وقال “قد يبدو هناك إشكالية، فقد جرت العادة أن نائب حركة فتح هو المرشح للرئاسة”.
وأضاف: “في حال الافراج عن الأسير مروان البرغوثي وترشحه للرئاسة، فإن ذلك يستلزم جلسة للمجلس الثوري واللجنة المركزية ويتم بناء عليها اختيار المرشح للرئاسة، وهذا لا يتعارض مع أن يبقى نائب الرئيس كما هو، وهنا قد تبرز إشكالية الترشيح، لذلك فإن حركة فتح هي من تحدد من سيكون رئيساً للسلطة”.
ورأى شراب أن الأسير مروان البرغوثي لا ينقصه مؤهلات كي يكون رئيساً، حيث يحمل دكتوراه في العلوم السياسية، ولديه خبرة ونشاطات كثيرة قبل أن يصبح أسيراً، مشبهاً إياه برئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وبالتالي في حال تم الإفراج عنه سيصبح ورقة قوية.
وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية: “يبقى السؤال هنا هو ما مدى تجسيده لروح المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقدرته على تقديم رؤية تصالحية وطنية فلسطينية، يستطيع من خلالها أن يكسب تأييد الفصائل الأخرى وعلى رأسها حركة حماس”.
وأضاف: “شعبية الأسير مروان البرغوثي بعد الإضراب ارتفعت بشكل كبير جداً، وتحول إلى أيقونة وطنية فلسطينية، واسمه يتردد في كل بيت وكل مكان، وهذا يعطيه زخماً وقوة في حال الإفراج عنه”.
بدوره، أكد المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أنه في حال تم الإفراج عن الأسير القائد مروان البرغوثي فسيعود إلى حياته السياسية مرة أخرى، مشيراً إلى أنه ابن الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح و لديه سجل حافل في النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ أن كان شاباً وفي إطار الحركة الطلابية، وإبان الانتفاضة الأولى والثانية، وهو قائد إضراب الحرية والكرامة في سجون الاحتلال، كما أن لديه من الخبرة والتجربة لأن يكون أحد القادة البارزين للشعب الفلسطيني للاستمرار في النضال من أجل تحقيق الحرية والكرامة.
وأوضح أبو رمضان، أن توليه لمناصب أخرى بالإضافة إلى كونه عضواً في اللجنة المركزية يعتمد على التوازنات في إطار اللجنة وبنية المنظمة والسلطة.
وفي السياق، قال: “واضح من التوزيعة الأخيرة في مؤتمر حركة فتح أنه تمت عملية استبعاد للقائد مروان من خلال عدم تعيينه نائباً لرئيس الحركة أو نائباً ثانياً، ضمن الحجة التي كانت تساق بأنه في المعتقل وأنه من غير المناسب أن يتولى هذه المناصب، ولكن رمزياً بوصفه أحد قادة حركة فتح فكان من المناسب أن يعين نائباً لرئيس السلطة، بالإضافة إلى محمود العالول”.
وأضاف: “أعتقد أن القائد مروان البرغوثي سيدفع باتجاه الانتخابات الرئاسية، والذي له نصيب وفير بها بأن يكون رئيساً للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لأن لديه شعبية واسعة ومصداقية في أوساط الشعب الفلسطيني ولديه سجل حافل بالنضال والذي تعزز مؤخراً بقيادة إضراب الحرية والكرامة، وبالتالي هو سيكون خياره أن الشعب هو الذي اختاره، وليس فقط اللجنة المركزية”.
وأشار أبو رمضان، إلى أن شعبية الأسير القائد مروان البرغوثي في ارتفاع مستمر، حيث إنه أثبت على أنه ذو كفاءة عالية ومصداقية، لافتاً إلى أن قيادته للإضراب الأخير عززت من شعبيته بين كل فصائل العمل الفلسطيني من حماس والجهاد والشعبية والمستقلين، كما أنه أصبح عنواناً للحرية والكرامة وللنضال ضد الاستعمار الإسرائيلي، كما أنه يتطابق إلى حد ما لنيلسون مانيلا رئيس جنوب أفريقيا.
وبين المحلل السياسي أنه إذا ما تم الإفراج عنه يمكن أن يكون الأسير البرغوثي خيار توافقي؛ ليكون رئيساً للشعب الفلسطيني والسلطة.
المحلل السياسي، هاني العقاد، استبعد أن يتخلى الأسير مروان البرغوثي في حال خروجه من المعتقل عن العمل النضالي بأي شكل من الأشكال حتى لو تم فرض شروط عليه، مشيراً إلى أنه ولد لكي يكافح من أجل تحرير الوطن وحرية شعبه وجميع أسرى فلسطين.
وفي السياق، أكد العقاد الجميع يعرف أن الأسير مروان حقق أعلى الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية خلال المؤتمر السابع، وهذا حق طبيعي له، فهو لم يفرض نفسه وإنما القاعدة الشعبية هي التي اختارته، لافتاً إلى أنه يحظى بتأييد كبير من قبل أبناء حركته والفصائل الفلسطينية الأخرى، والجميع يحترم نضالاته، وبالتالي يمكن أن يتولى مناصب عليا ويمكن أن يكون نائباً للرئيس وحتى رئيساً للدولة الفلسطينية.
وفي السياق، قال: “إسرائيل تصر على استمرار اعتقاله حتى تعيق مسيرته النضالية”. (دنيا الوطن)
الوسومالأول نيوز الاسرى البرغوثي فلسطين
شاهد أيضاً
مجلس النواب يعيد مناقشة المادة 8 من مُعدّل قانون العمل ويتابع باقي مواده اليوم
الأول نيوز – يتابع مجلس النواب، الاثنين، مناقشة مشروع قانون معدل لقانون العمل اعتبارا من …