طلال عوكل –
الأول نيوز – في ظروفٍ صعبةٍ وغيرِ مواتية، وبعدَ ثلاثِ سنواتٍ من تأجيل انعقاد القمّة العربيّة، تعود القمّةُ للانعقاد في الجزائر التي تبذل قيادتها جهدًا هادئًا وكبيرًا من أجل إنجاحها. يمكن لبعض الأنظمة العربيّة أن تتجاهل القضيّة الفلسطينيّة، أو أن تتعامل معها عنوانًا إعلاميًّا، من باب تبرئة الذّمة، لكن هذا لا يمكن أن يحصل في دولة المليون ونصف المليون شهيد، غير أنّ اهتمام الجزائر الجدّي والعميق بالقضيّة الفلسطينيّة ليس كافيًا لضمان تحقيق إجماعٍ عربيٍّ على أولويّة القضيّة الفلسطينيّة قضيّةً مركزيّة، ينبغي أن تحظى بدعمٍ عربيٍّ يتجاوزُ التلاعب بالألفاظ والتصريحات فارغة المضمون.
في حالةٍ واحدةٍ يمكنُ أن تنجحَ الجزائر برفع مستوى الاهتمام بالقضيّة الفلسطينيّة، ولكن ليس إلى الحد المطلوب، هذه الحالة تتعلّق بقدرة الفلسطينيين على الاتفاق القابل للتنفيذ بشأن ملف إنهاء الانقسام؛ الأمرُ الذي سيشكّل خطوةً كبيرةً نحو تحقيق المصالحة الوطنيّة.
منذ عام، أطلق الرئيس تبون، مبادرة اتسمت بالهدوء والجديّة تقضي بإجراء حوارات منفصلة، تسبق حوارات جماعيّة من أجل هذا الهدف، مع اقتراب موعد انعقاد القمّة، دخلت المبادرة الجزائريّة مربع الاستثمار، من خلال دعوة حركتي فتح وحماس ابتداءً، ثمّ بعثة الفصائل.
بعد كل خيبات الأمل السابقة وتقويم الحديث عن الطّرف الذي يتحمل مسئوليّة التعطيل، فإن الفشل هذه المرّة سيكون له أب وأم، سيترتب عليه أن يدفع الثمن من قبل الجماهير الفلسطينيّة التي عليها هيّ أن تقرّر الطرف المسئول عن التعطيل أو النّجاح، سينعكس على قدرة الجزائر لإقناع المجتمعين إزاء كيفيّة التعاطي مع القضيّة.