انفراج قريب بملفات السعودية العربية العالقة واولها العلاقة مع دمشق…

بعد الاتفاق مع صنعاء لوقف حرب اليمن..

 

الأول نيوز – الرياض -سليمان نمر  *

 

تشير اجواء الرياض السياسية الى ان انفراجات هامة ستشهدها بعض الملفات العربية العالقة التي للسعودية علاقة بها ، لاسيما في ظل اقتراب صنعاء والرياض – خلال نحو اسبوعين – عن الاعلان عن اتفاق ينهي الحرب المأساوية في اليمن التي استنزفت السعودية ودمرت اليمن ، ويتضمن الاتفاق الاعلان عن وقف دائم لإطلاق النار والقيام بخطوات بناء ثقة منها دفع مرتبات الموظفين بما فيهم العسكريين بجميع مناطق اليمن بما فيها المناطق التي يسيطر الحوثيون عليها، فتح ميناء الحديدة ، واطلاق سراح كل الاسرى والمختطفين والاتفاق على فترة انتقالية لمدة عامين تجري خلالها مفاوضات بين الحكومة الشرعية والحوثيين للاتفاق على شكل الحكم برعاية السعودية وتضمن الاتفاق اعلان السعودية وقف الحرب بعد الإعلان عن الهدنة .. وكان وفد سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد سعيد آل جابر بزيارة لصنعاء بطائرة تابعة للأمم المتحدة قبل أيام واستقبل على أعلى مستوى .

ومن اول الملفات العربية الشائكة التي ستشهد انفراجا في القريب العاجل ملف العلاقات العربية – لاسيما السعودي – مع دمشق وكيفية استعادة النظام السوري الى الجامعة العربية ( ضمن تفاهمات محددة ومضمونة ).

ووفق مصادر الرياض فان تفاهمات عربية (مصر) واقليمية (ايران) ودولية ( روسيا ) حصلت مع المملكة على موضوع اعادة العلاقات مع نظام الرئيس الاسد ودعوة سوريا لقمة الرياض العربية المقرر انعقادها يوم 19 ايار مايو المقبل بعد الحصول على ضمانات امنية وسياسية من النظام واولها على الصعيد الامني وقف تهريب مخدرات الكبتاغون من سوريا الى المملكة ودول الخليج ، وترجح مصادر ذات صلة ان نائب رئيس جهاز الامن القومي السوري ( عبدالفتاح قدسية قام بزيارة سرية الى العاصمة السعودية قبل ايام قليلة – بناء على وساطة روسية – وطرحت الرياض عليه كل مالديها بشأن ملف تهريب الكبتاغون السوري الى السعودية والخليج .

وذكر مصدر ديبلوماسي عربي في الرياض ان زيارة الرئيس المصري الى جدة يوم الاثنين الماضي واجتماعه بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان كان موضوعها الاساسي التفاهم حول مسألة اعادة العلاقات مع دمشق ودعوتها الى قمة الرياض العربية ، ويبدو ان الرئيس المصري حمل تطمينات سورية للرياض مضمونة روسياً .

وكشف مصدر ديبلوماسي خليجي عن ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعا غير عادي في جدة يوم الجمعة القادم سيكون موضوعه الاساسي الملف السوري وامكانية اعادة العلاقات مع دمشق وسط عدم ممانعة سعودية لذلك ومعارضة قطرية .

وارتأت الرياض ان لايكون عودة العلاقات مع دمشق قرارا سعوديا منفردا بل تريد موافقة حليفاتها بمجلس التعاون على ان يكون القرار عربيا بعد ذلك

ولكن الرياض لا تكتفي بالحصول على ضمانات امنية سورية بشان وقف تهريب الكبتاغون بل تريد مواقف وخطوات سياسية من النظام السوري تجعل السعودية توافق على اعادة العلاقات معه واولها اعلان العفو العام عن جميع المساجين والمعتقلين في سجون النظام ، واعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم دون اي ملاحقات امنية لهم ، واعلان النظام عن تعهده باجراء اصلاحات سياسية في البلاد .

وكل هذا سيتم بضمانة روسية اكثر منها ايرانية ، وتلعب روسيا دورا كبيرا في التوسط لاعادة العلاقات العربية – لاسيما السعودية – مع الرئيس بشار الاسد معتمدة على علاقاتها الجيدة مع الرياض ووفق المصادر فان روسيا ستضمن اي اتفاق مع سوريا لاعادة العلاقات العربية مع دمشق وفق التفاهمات المطلوبة الامنية والسياسية .

ويبدو ان الرياض تدرك ان النفوذ الروسي في سوريا اقوى من النفوذ الايراني ، ولاشك ان موسكو تقوم بالوساطة بشان اعادة العلاقات السعودية مع دمشق بتاييد طهران التي وقعت اتفاقا تاريخيا مع السعودية لعودة العلاقات بين البلدين بعد الاتفاق على موضوع انهاء الحرب في اليمن ، وعلى التفاهم بعد ذلك لحل الملفات الشائكة الاخرى واولها ملف النظام السوري وملف نفوذ حزب الله في لبنان الذي سيكون من السهل التفاهم عليه بعد انجاز التفاهم حول الملف السوري وهو ماسيتم خلال الاسابيع القليلة القادمة .

وتجري السعودية كل هذه التفاهمات مع طهران وموسكو وبعد ذلك مع دمشق بعيدا عن الولايات المتحدة التي لاشك انها تشعر بعدم الرضى ان لم نقل الغضب تجاه سياسات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

* كاتب صحفي عربي متخصص بالشؤون الخليجية

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …