د. إسراء الجيوسي –
مقالتي اليوم في طياتها الكثير فهي تحمل وجعا في صدري وتشنجا في تفكيري تجعلني حائرة بين الواقع والمأمول أبدؤها بقول الله عز وجل: ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ (الإسراء: 266).
لقد أوصانا الله تعالى بالضعفاء والفقراء والمساكين ورفَع ذِكْرهم، وأعلى مقامهم، وأمَر العباد وحضَّهم على إيصال الخيْر والإحسان إليهم، وحثَّهم ورغَّبهم وَوَعَدَهُم على ذلك بالثواب الجزيل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء).
ولكن هل الواقع الذي نعيش فيه يحمل تلك المعاني القرآنية والسنة النبوية أم أننا نسينا تطبيق ما جاء في كتاب الله الحكيم وسنة رسوله الأمين, أم نطبق ما يحلوا لنا ونسهوا عما نريد وما لا يخدم مصالحنا, ..ما أحس به ليس بغريب لأني لا أرى الخير في كثير مما نفعل , ولو نظرتم إلى واقعنا المرير لأيقنتم ما أقول وشعرتم بما أشعر .
ودعونا نكون أكثر صدقا مع أنفسنا.
أنظروا إلى مؤسساتنا العريقة في الأردن وبرامج التلفاز والأخص (البرامج والمسابقات الرمضانية ) الممنهجة, ألم يشغل ذلك الأمر تفكيركم ولو لوقت قصير؟ كم من الأموال ومئات الألوف تنفق على المسابقات الرمضانية التي يقدمها رعاه وداعموا تلك البرامج.
ألا يجعلنا ذلك نقف لحظة نفكر بواقع حالنا في الأردن ومن الأحق في تلك الأموال التي تهدر من دون دراسة أو تفكير لتحسين واقع شعبنا؟. ما المانع أن تكون هناك دراسة لتلك البرامج والمسابقات الرمضانية سواء المرئية او المسموعة, ما المانع أن يعود ريع تلك الأموال لمن هم بحاجة لها أو عمل مشروعات تنموية يشغل أبناءنا وبناتنا فيها ما يقلل نسب البطالة ويرفع مستوى الإقتصاد في بلدنا ؟؟ لم لا تكون هناك برامج بطريقة مدروسة ومخطط لها بالشكل الصحيح؟ هل نحن بحاجة الى مفكرين ومخططين وخبراء إقتصاد من الخارج ؟ أم لدينا من العقول النابغة التي تجعلنا ننهض من تلك الهاوية للوصول والثبات على أرض صلبة .
لست ضد الدعاية والإعلان لمصلحة منتج أو مؤسسة ما … ولكن أنا ضد ما يحدث من طرق وأساليب للترويج لمنتجاتنا ومؤسساتنا وهذا جانب .
أما الجانب الثاني: ما معنى إعداد برنامج متلفز لمسابقات رمضانية تقوم مقدمة البرنامج فيه بطرح أسئلة يستطيع اجابتها طالب بالمرحلة الإعدادية أقلها وللأسف لا يستطيع الكثير منا اجابتها .
هل هذا ما نريد نقله عن شعبنا وهل هذا ما نريد أن يحكم علينا به غيرنا ؟ أهذا ما نريد نقله لصورة واقعنا.
هل نريد أن نخبر العالم أننا فقدنا ثقافتنا وتاريخنا وعقولنا وأصبحنا شعبا لا نجيد سوى الضحك على أنفسنا علما أن ملايين المشاهدين والمغتربين من كل العالم يتابعون التلفزيون الأردني في رمضان, هل هذا ما نريد نقله للعالم عنا؟؟؟؟…
الولايات المتحدة عندما شعرت بالضعف والتراجع والإخفاق ازاء ما وصلت اليه روسيا قامت بعمل خطة وبتغيير المناهج لإعداد جيل من المبدعين والعلماء ولكن نحن ما الذي نريد تغييره ؟؟؟؟؟؟؟ حتى نعود لقواعدنا سالمين ونعيد تنشئة جيل واعد هل نحتاج إلى الكثير أم أن ما ينقصنا هم المفكرون (الصالحون) الذين يخافون على أرض الوطن وعلى أبنائنا.
دعونا نقف في مواجهة كل عائق يحد من مسيرة تطورنا أو تراجعنا ودعونا نتأمل كل ما يجري حولنا ( الأردن ينتظر من أبنائه الكثير فلا تخذلوه وكونوا أبناءه المخلصين.
ودمتم طيبين….
الوسومإسراء الجيوسي الأول نيوز رمضان
شاهد أيضاً
هيئة بحرية: سفينة قبالة المخا اليمنية تبلغ عن هجومين وأضرار طفيفة
الأول نيوز – قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، السبت، إنها تلقت تقريرا عن هجومين …