أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز- ستتوقف حرب الإبادة المنظمة على قطاع غزة يوما، ومهما كانت بشاعة الانتقام التي يمارسها كيان الاحتلال فلن يعادل النكسة والنكبة التي تعرض لها في 7 أكتوبر، ففي ذلك اليوم كانت المعركة الحقيقية والنصر، وما وقع بعدها نزق وفشل لقيادة مرتبكة مهزومة تقود الكيان إلى الانهيار التام بإذن الله.
ما قبل يوم النصر في 7 أكتوبر ليس كما بعده في كل الأحوال، لقد كانت معركة ” طوفان الأقصى” مفصلية في الصراع، سواء أراد ذلك من خطط لها أم لم يرد، أو جاءت بفعل التطورات على الأرض، فالكل الفلسطيني أصبح بعد هذه الحرب غير الأيام التي قبلها، والعرب سيتغيرون يوما ما وسيواجهون المشروع الصهيوني رضوا بذلك أو تمنعوا.
أردنيًا؛ وهذا صلب المقال، لم يشكك أحدٌ في طهارة الموقف الشعبي الأردني الذي يشارك يوميا في المعركة لا متضامنًا فقط، ولو تُرك المجال للشباب الذين اقتربوا من الشيك والحدود لوصلوا إخوانهم في الداخل الفلسطيني وشاركوهم مقاومة الاحتلال بالدم والروح.
والموقف الأردني الرسمي متقدم جدًا على كثير من المواقف الأُخر، قبل المعركة وبعدها، وخطاب الملك في قمة السلام في القاهرة، خطاب حرب في وجه الغرب والاحتلال الصهيوني، وكذلك لقاء الملكة في الـ cnn لا يزال يحظى بالإعجاب الكبير من قبل المنصفين، والهجوم الواسع من قبل أعداء الحق الفلسطيني.
الموقف الشعبي ضغط كثيرا على الحكومة لاتخاذ قرارات ملموسة على الأرض، تركزت في مطلب رئيسي هو طرد السفير الصهيوني من عمّان واستدعاء سفيرنا من تل أبيب.
لم تستجب الحكومة لهذا المطلب، وفي السابق حتى عندما توحد مجلس النواب بإجماع 130 نائبا لأول مرة في تأريخ العمل البرلماني في مذكرة رسمية تطالب بطرد السفير، لم نصل إلى قرار على الأرض.
أتساءل؛ وبكل براءة، هل فعلًا قرار طرد السفير ثقيل علينا إلى هذا الحد؟!.
شخصيا أتمنى طرده الآن ودائما، بسبب العدوان أو من دون سبب، فوا أسفى لم تجلب لنا العلاقة واتفاقية وادي عربة إلّا المزيد من التقييد، وحشْر الموقف الأردني في خانة أصدِقاء “إسرائيل”.
في موضوع السفير الصهيوني تبقى الحُجَّة الدائمة ضرورة بقاء خطوط التواصل مفتوحة حتى نتمكن من رعاية الجانب الإنساني للشعب الفلسطيني والأردنيين في الداخل الفلسطيني.
حُجة مهمة وضرورية في الأوقات العادية، أما في أوقات الحرب، وبشاعة الاحتلال وممارساته، فإنها لا تستقيم مع الموقف المساند لخيارات الشعب الفلسطيني الذي اختار المقاومة والصمود.
الحكومة قالت أكثر من مرة، ورددها وزير الخارجية: إن لدينا خيارات قانونية ودبلوماسية كثيرة، أليس طرد السفير الصهيوني من ضمن هذه الخيارات؟.
دول العالم تمارس هذا الخيار الدبلوماسي في خلافات أقل من الحرب البشعة على الشعب الفلسطيني، فهل صعبة علينا أن نقول للمكروه ساكن الرابية (السفير الصهيوني) أنت شخص غير مرغوب بوجودك بيننا.
حتى على مستوى أقل من هذا، لم يتم جلبه إلى وزارة الخارجية وتوبيخه، وإعلان ذلك في موقف رسمي.
وسفيرنا في تل أبيب، لِمَ لَمْ يتم استدعاؤه للتشاور في الأقل؟ أليس هذا من السلوك الدبلوماسي الطبيعي في لحظات الاحتجاج؟.
الأبعد فيما بعد العدوان، هل ستبقى الخيارات الأردنية مثلما هي الآن، أم ستتنوع وتفتح على كل المتغيرات والتطورات ما بعد معركة حرب غزة.
الدايم الله…