أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – فقدت الفحيص اليوم واحدا من رجالاتها البارزين، وما تبقى من قرامي البلد الذي لا يزال يرتدي الحطة والعقال، مع أناقة لافتة تراه كل صباح أمام تجارته ومحاله في الفحيص.
غيب الموت المرحوم يوسف عساف حتر أبو فيصل عن شيخوخة صالحة، اللطيف والودود الذي لم أشاهده يوما إلا بكامل هيبته، في البدلة وربطة العنق الأنيقة، يدير أعماله في الفحيص برغم تجاوزه سن الثمانين.
أتعبه المرض في الأشهر الماضية فأمضى أياما في مركز الحسين بعد توعك في القولون اللعين.
أبو فيصل عاشق الشعر النبطي وناظمه بمستوى عال، يمتلك مكتبة توثيقية في ذاكرته التي لم تتعبها السنين، وبقي راويا لأحداث عديدة، عاشها أو سمع عنها.
كنت أحب مجالسته والاستماع لأحاديثه العذبة عن الفحيص سابقا ولاحقا، وعن قصص وحكايات لشخصيات لها بصمات بارزة في الفحيص فأخطف لحظات أُصبِّح عليه أو أمَسّي وأفحص متحججا عجلات السيارة وأسمع منه عذب الكلام وذكريات الماضي.
أبو فيصل (خال المرحوم ناهض حتر وملجأه في كثير من المرات التي اضطر فيها للاختفاء) كما أنه قد يكون الداعم الرئيس له في حملاته الانتخابية التي كان يترشح فيها عن البلقاء، كان يحدثني عن ناهض بعد أن علم أننا زملاء في “العرب اليوم” الموؤودة ويقول عنه “ابن أخت مش ابن عيشة”.
الرحمة لروح العم أبو فيصل، وحسن العزاء لأبنائه فيصل ورفيقي في المدرسة بسام، وزميلي في الجامعة والتخصص زيد وعساف، والأستاذة الزميلة اليرموكية ابتسام وأبنائهم وعائلة حتر كرام الناس وإلى أهالي الفحيص جميعا.