المُراهِنون واهمون ومُغَيّبون!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – المراهنون على أن الخلافات في بيت الحكومة الصهيونية ومجلس الحرب ستسقط الحكومة وتوقف العدوان المستمر على غزة والضفة الفلسطينيتين واهمون.

والمراهنون على أن الخلافات الأميركية الإسرائيلية في الموضوعات كلها ستصل في يوم من الأيام إلى القطيعة بينهما، ورفع الدعم والحماية عن الدولة الصهيونية واهمون أكثر.

والمراهنون على أن  الدول الغربية ستخرج بموقفها يوما من تحت عباءة الهيمنة الأميركية، وتصغي إلى أصوات الشعوب المليونية  المتظاهرة في الشوارع الرافضة للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني واهمون أكثر وأكثر.

والمراهنون على أن تطورا ما قد يحصل في الموقف الرسمي، العربي والإسلامي، من العدوان على غزة غير الموقف المتخذ في مؤتمر الرياض 11/ 11 واهمون أكثر وأكثر وأكثر.

والمراهنون على أن موقف محور المقاومة وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية سيتغير عما هو عليه من دعم محدود للشعب الفلسطيني في غزة وبقاء عملياته في باب المشاغلة واهمون.

والمراهنون على أن الخطاب الأميركي الجديد حول عملية سياسية بعد حرب غزة للوصول إلى حل الدولتين، مثل الذين راهنوا منذ 30 عاما على مدريد وأوسلو للوصول إلى الحلول السياسية وقد باءت مراهناتهم كلها بالفشل، وهؤلاء جميعا واهمون.

والمراهنون على أن الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس سيوحده شلال الدم النازف في غزة والضفة الفلسطينيتين، عليهم أن يناموا ويحلموا بالعسل.

والمراهنون على أن السلطة الفلسطينية ستكون يوما ما فلسطينية بالمعنى النضالي الوطني وتقف مع حقوق شعبها وطموحاته بدولة مستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وتتجاوز التنسيق الأمني واهمون جدا جدا.

والمراهنون على أن ما يسمى مجلس الأمن والمؤسسات الدولية ستكون محترمة ومع حقوق الشعوب وخارج الوصاية الأميركية مخطئون، وأيضا في الثقافة لم يخرج حتى الآن بيان من اليونسكو يدين المجازر ضد كل ما هو ثقافي وتراثي في غزة وحسب وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف الذي بقي محجوزا في غزة 85 يوما “نحن أحصينا بشكل نهائي في التقرير الأول لوزارة الثقافة تدمير 195 مبنى تاريخيا، إلى جانب 9 مواقع تراثية وآثارية مثل الكنيسة البيزنطية والمقبرة الرومانية القديمة إلى جانب ميناء غزة  الفينيقى القديم ومواقع مختلفة، ومقام الخَضر ومقامات مختلفة في غزة”.، ليسوا فقط واهمون بل أيضا مغيبون عن الواقع.

لا شيء واقعيا في هذا العالم، سوى أن العدوان مستمر على غزة والضفة الفلسطينيتين، واليوم خانيونس على المذبح، ويقع يوميا نحو 150 شهيدا في غزة، والصحيح أن المقاومة صامدة وبخير، لكن شعبنا في غزة (والله العظيم) ليس بخير أبدا أبدا أبدا…مهما حلل الدويري ورفع المعنويات.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مأساة التوجيهي متى تنتهي؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – حزنت كثيرا لأجل الصديق وزير التربية والتعليم الدكتور …