الدكتور أيمن سلامة * –
الأول نيوز – هناك بضعة أسباب وبواعث تدفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى إحالة ما أصدرته محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن .
يتصدر الأسباب الرئيسية التي جعلت الأمين العام للمنظمة أن ينهج ذلك النهج ومن تلقاء نفسه وبسرعة البرق: السعي إلى تنفيذ الأوامر بالتدابير الاحترازية المؤقتة التي أصدرتها اليوم محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، والتي تتمحور حول حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من جريمة الإبادة الجماعية التي أكدت المحكمة في قرارها وأوامرها اليوم بأن هناك أدلة كافية لتوافر القصد الخاص لدى إسرائيل في ارتكاب الجريمة .
تسمح المادة 94 (2) من ميثاق الأمم المتحدة لأي طرف في قضية ما بإحالة الأمر إلى مجلس الأمن إذا فشل الطرف الآخر في الامتثال لحكم المحكمة، وفي مثل هذه المواقف، يجوز للأمين العام، بصفته المسؤول الإداري الأول للأمم المتحدة، أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى هذه القضية من منطلق مسؤولياته الأصيلة في ضمان تنفيذ مبادئ منظمة الأمم المتحدة التي وردت في ديباجة ميثاق المنظمة وموادها الأولى ، ومن بينها: حفظ السلم والأمن الدوليين، والمساواة في السيادة بين دول الأمم المتحدة، وفض المنازعات بين أعضاء المنظمة بالوسائل السلمية، وليس ببعيد عن مسؤوليات الأمين العام في ضمان امتثال دول الأمم المتحدة لأحكام محكمة العدل الدولية .
صفوة القول، بعد أن فضحت محكمة العدل الدولية – الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة – إسرائيل وعلى رؤوس الأشهاد وأصدرت ما يمكن اعتباره إبادة مبدئية لإسرائيل لارتكابها جريمة الجرائم الدولية “الإبادة الجماعية” ، ضاق الخناق على الدولة الأولى المتآمرة والمحرضة إسرائيل على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية “الولايات المتحدة الأمريكية “، فهل تستمر الولايات المتحدة في غيها وضلالها و جبروتها وتستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار من المجلس يلزم إسرائيل بتنفيذ أوامر المحكمة ؟
- خبير قانون دولي