بعد 39 عاما قضاها في الزنازين…إستشهاد الاسير وليد دقة نتيجة الاهمال الطبي الصهيوني

الأول نيوز -بعد 39 عاما قضاها في الزنازين الصهيونية إبن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعلنت هيئة الأسرى والمحررين مساء الاحد استشهاد الأسير وليد دقة داخل مستشفى آساف هروفيه الإسرائيلي إثر تدهور حالته الصحية، نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من قبل الكيان الصهيوني المحتل.

وتدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ شهر آذار/ مارس من العام الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد تحرره السابق، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.

في شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي، خضع الأسير دقة لعملية جراحية جرى استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى “عيادة سجن الرملة”، وفي 22 مايو/أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى “أساف هاروفيه”، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى “عيادة سجن الرملة”، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددا إلى مستشفى “أساف هاروفيه”، ثم أعيد إلى الرملة.

تعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي.

واعتقل الأسير دقة، في 25 من آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.

يذكر أن الاحتلال أصدر بحقه حكما بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.

يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرا، حيث اعتقل في 25 من آذار/ مارس 1986، وارتبط عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رزق وزوجته بطفلتهما “ميلاد” عبر النطف المحررة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: “الزمن الموازي”، “ويوميات المقاومة في مخيم جنين”، “وصهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”.

بيان نعي قائد وطني وجبهاوي كبير

الجبهة الشعبية تنعى القائد الوطني والجبهاوي المثقف الكبير والمفكر والأديب الأسير/ وليد دقة ” أبو ميلاد”.

بمزيد من الحزن والأسى والغضب الثوري تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باسم أمينها العام ونائبه والمكتب السياسي واللجنة المركزية ورفاقها الأسرى وعموم الرفاق في الوطن والشتات رفيقها القائد الوطني والجبهاوي الكبير الأسير المققف والمفكر الثوري  والأديب/ وليد نمر أسعد دقة “أبو ميلاد” 62 عاماً أحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة ومنُظريها ومفكريها والذي استشهد مساء اليوم جراء سياسة الإهمال الطبي بعد معاناة طويلة من المرض.

تتقدم الجبهة الشعبية من الرفيق القائد الأمين العام أحمد سعدات والرفاق في فرع السجون والحركة الأسيرة وزوجته المناضلة سناء وابنته ميلاد وعموم عائلته وجميع رفاقه بأحر التعازي باستشهاد هذا الرفيق القائد والملهم، وأحد جنرالات الصمود، والقادة الوطنيين والجبهاويين الأفذاذ والأدباء الذين نقشوا اسمهم بحروف من ذهب لما قدمه من تجربة نضالية غنية وملهمة لأجيالٍ عديدة من الأسرى في سجون الاحتلال، كما كان له تجربة فكرية وأدبية غنية ومميزة قل نظيرها بتأثيرها على حياة الأسرى ومعانيها وثوريتها ومآثرها، فقد كان من أبرز رموز أدب السجون؛ بل عميدها وأديبها الأول، كما قَدمّ للمكتبة الفلسطينية والعربية والدولية دراسات فكرية وأديبة مهمة، وبموازاة ذلك كان الشهيد من أبرز القيادات الوطنية وأسرى الداخل المحتل الذين تقدموا الصفوف في مواجهة ممارسات وانتهاكات الاحتلال، والمشاركة في كافة المعارك النضالية للحركة الأسيرة.

  • السيرة الذاتية للرفيق القائد وليد دقة “أبو ميلاد:

–          مواليد 18 يوليو/ تموز عام 1961.

–          ينحدر من بلدة باقة الغربية قضاء حيفا.

–          نشأ القائد وليد في أسرة فلسطينية تتكون من 6 أشقاء و3 شقيقات.

–          تلقى الشهيد تعليمه الأساسي في مدارس باقة الغربية، وحصل على الثانوية العامة عام 1979 من مدرسة (يمة) الثانوية الزراعية، والتحق بالجامعة وواصله دراسته العلمية والأكاديمية. وخلال دراسته تًفتّحت مشاربه وإدراكه لقضايا شعبه، وانتماءه العميق لهويته الوطنية الفلسطينية.

–          حصل عام 2010 على درجة البكالوريوس في دراسة الديمقراطية المتعددة التخصصات، وعام 2016 حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية، ” مسار الدراسات الإسرائيلية” من جامعة القدس، ولم يتمكن من إكمال تحضيره لدرجة الدكتوراة في الفلسفة.

–          التحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، وانضم إلى خلية عسكرية تابعة للجبهة.

–          تلقى في عام 1984 تدريبات عسكرية في قواعد عسكرية للجبهة في سوريا، ومن ثم ساهم في تشكيل جهاز عسكري سري للجبهة في الداخل المحتل، كان مهمته جمع المعلومات عن قادة ومسؤولين صهاينة شاركوا في ارتكاب مجازر في اجتياح لبنان.

–          نفذ الشهيد وليد ورفاقه ضمن الخلية العسكرية سلسلة عمليات من بينها اختطاف وقتل الجندي الصهيوني ” موشي تمام” ، وعلى اثرها تم اعتقاله ومجموعة من الرفاق وحكمً عليه بالسجن مدى الحياة.

–          أنهى حكمه في مارس/ آذار 2023، إلا أنه تم إضافة عامين إضافيين على الحكم لاتهامه بتهريب هواتف محمولة داخل السجون.

–          كان ضمن 23 أسيراً رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل، كما تراجع الاحتلال عن وضعه في قائمة المفرج عنهم من الأسرى القدامى عامي 2013-2014.

–          يعد من أبرز الأسرى المنظرين والمفكرين داخل سجون الاحتلال، وله انتاجات فكرية وأدبية وصلت إلى العالمية، ومن أشهرها كتاب “صهر الوعي” و”الزمن الموازي”، ورواية “حكاية سر الزيت” التي نالت شهرة عالمية وجوائز عديدة، ويستكملها برواية ” حكاية سر السيف” جزءاً ثانياً، وكان متوقع نشر الجزء الثالث ” حكاية سر الطيف”.

–          يعد كتابه صهر الوعي أو “إعادة تعريف التعذيب” من أبرز انتاجات الحركة الأسيرة، ويعد مرجعاً هاماً، وضع خلال هذه الدراسة أبجديات الصمود والانضباط وتجذير العمل التنظيمي وفولذة الإرادة داخل السجون، كما يرجع له الفضل ببلورة مفاهيم تصف الواقع داخل السجون، مثل مفهوم “الزمن الموازي” ( أي زمن الأسرى مقابل زمن من هم خارج السجون”، وكتب عدداً كبيراً من المقالات والدراسات السياسية والفكرية والأدبية، ويُعتبر مفكراً سياسياً من الطراز  الأول. وأنتج داخل سجون الاحتلال مشروعاً فكرياً ضخماً أجاب خلالها عن كافة القضايا والاستفسارات والأسئلة الوجودية، وعن قضايا التحرر، معززاً حالة النقد داخلها، في طريق وصوله للحقيقة، ولأزمة المشروع الوطني، وقد كان رساماً رفد السجن بالعديد من اللوحات الوطنية المهمة، متحدثاً باللغة العبرية بطلاقة.

–          تعرض للتعذيب والعزل الانفرادي والمنع من الزيارة فترة اعتقاله الطويلة، وتمت ملاحقة كتاباته وإصداراته من قبل مصلحة السجون.

–          قام بتهريب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أباً في سن 57 عاماً، وانجب بنتاً أسماها ” ميلاد”.

–          في 18 ديسمبر 2022 تم الإعلان عن إصابته بمرض نادر من سرطان نخاع العظم، على اثرها تدهور وضعه الصحي تم نقله إلى المستشفى، وفي يونيو 2023 رُفض طلب الافراج عنه،كما رفضت المحكمة المركزية الالتماس الذي قدمه ضد قرار اللجنة.

–          توفي مساء اليوم نتيجة سياسة الإهمال الطبي، بعد تدهور خطير في وضعه الصحي.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تودع رفيقها القائد والمفكر والأديب والملهم والمنظر الكبير، فإنها تعاهده بأن تكون وفية لإرثه الوطني والفكري والجبهاوي، والتي جعل من خلالها فلسطين وقضية تحررها بوصلته. فقد ظل مسكوناً حتى رحيله بفلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها.

 

المجد لشهيد فلسطين والإنسانية الكبير

وإننا حتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

وفد من البرلمان العربي يتوجه الجمعة في زيارة لمعبر رفح الحدودي

الأول نيوز – يتوجه وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي، برئاسة محمد بن أحمد اليماحي، …