مع “المملكة”!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – لا أدري ما هي الدوافع الحقيقية ومن الذي حسم القرار في قيام هيئة الإعلام بإحالة قناة “المملكة” إلى النائب العام، بسبب نشر خبر يتعلق بإعلان حالة الطوارئ في محافظات الأردن كافة، خلال الهجوم الإيراني على كيان الاحتلال بالمسيرات والصواريخ مساء السبت.

دققت كثيرا في خبر “المملكة” لاكتشف أن القناة لم تنشر إعلان حالة الطوارىء، وإنما نشرت على لسان مصدر “رفع حالة الطوارىء في المملكة”، وهذا مختلف تماما عن إعلان حالة الطوارىء الذي نفاه الناطق الإعلامي باسم الحكومة وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين.

لم تنشر القناة الخبر إلا بعد تأكيدات من جهات موثوقة شيكت عليه المديرة التنفيذية للقناة من أكثر من جهة.

ما حصل أن مواقع إلكترونية كثيرة أخذت الخبر عن “المملكة” وصاغته بطريقة إعلان حالة الطوارىء وليس رفعها، وأخبار رفع حالة الطوارىء اعتاد عليها الشعب الأردني في كل منخفض ماطر أو غيره.

تحويل قناة بحجم “المملكة” إلى النائب العام يضرب مصداقيتها، كما يضرب مصداقية الإعلام المحلي عموما.

لا أدافع عن “المملكة” لأي مصلحة خاصة، وأنا لم أدخل مبناها يوما ما، أو كنت ضيفا على أي من برامجها، ولدي قناعة أن عليَّ “بلوك” فيها، لكن ما يدفعني للدفاع عنها، الدفاع عن مصداقية الإعلام عموما، والدفاع عن مؤسسات تحاول أن تصنع فارقا في أدائها.

عموما، أخطر ما في الإعلام، ليس إن كان مُوَجهًا، أو يحمل أجندة خاصة، أو أيدولوجيا، أو ناطِقًا بلسان دولة ما، أو حِزبًا، أو تجارة.

أخطر ما في الإعلام لغته إن هبطت، وبدأ استخدام لغة سوقية، اتهامية، فضائحية، تثير الغرائز، وتغتال الشخصيات، ولقد سمعنا وشاهدنا في اليومين الماضيين تعليقات وبوستات فيها من الكراهية واغتيال الشخصية الكثير.

أن تكتب رؤيتك، لو أن الهجوم الايراني على إسرائيل لو بقي تهديدا أفضل بكثير مما حصل، فأنت في التصنيف لدى مناصري خط “وحدة الساحات” مع الخط الصهيوني، وتبحث عن مكاسب خاصة.

هل رأيتم هبوطا وقلة أدب ووعيًا سياسيا أكثر من ذلك، هؤلاء إن لم تقل ما يريدون فأنت في الخط غير الوطني وقد يصل اتهامك إلى أنك “عميل للموساد”.

منذ سنوات نراقب على شاشات بعض الفضائيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي تدمير مفهوم الحوار، وأخذ بعض المحاورين ضيوفهم إلى مفاهيم أخرى ليست لها علاقة في اختلاف وجهات النظر، أو التمترس وراء رأي معين، إلى لغة الاتهام والتخوين، تنتهي بمشاجرات بين الضيفين على الهواء مباشرة.

شاهدنا على شاشات فضائيات عربية ومحلية، ضيوفا يتشاتمون بكلمات نابية، إلى أن تصل بهم الحال إلى الضرب بالأيدي، وقلب الطاولات.

كل ما يجري في وسائل الإعلام يحتاج إلى تحكيم منظومة الأخلاق، وإلى تفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي في الأقل لحماية المستمعين من لغة هابطة، فضائحية، سوقية بدأت تغزو بعض الفضائيات ومنابر إعلامية لجهلة يستغلون الفضاء المفتوح فحولوه إلى “فضاء مفضوح”.

صحيح أن لا أحد يشتري الاتهامات الباطلة من دون أدلة، إلّا أن بعض ما ينشر في وسائل إعلام ومواقع إلكترونية يغث البال، وليس بالسهولة أن تشطب معلومات علقت بعقل قارئ، وسكنت بطن الشبكة العنكبوتية.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

مصدومون من التوقف المفاجىء للحرب!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – أستيقظ العالم صباح الثلاثاء على توقف مفاجىء للقتال …