أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – لا شيء يضبط إيقاع البلاد السياسي المشدود، ويحرك عجلة الاقتصاد المتكلّس، وينعش أوضاع المواطنين المعيشية المرهقة، سوى الشروع فورا في الاستحقاق الانتخابي.
حماس المواطنين للانتخابات فاتر جدا حتى الآن، ونواجه كل يوم بأسئلة عن جدوى الانتخابات، وعن غياب الثقة المطلقة في العملية الانتخابية، وأن الكشوفات “جاهزة في مكتب أبي حابس“.
وعلى ذكر أبي حابس المهندس موسى المعايطة رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، فقد أمضينا “الخميس” ساعتين كوفد من جمعية الحوار الوطني الديمقراطي بقيادة الرئيس محمد داودية في أروقة الهيئة، شاهدنا قلعة محصنة، وداتا كبيرة، وشهادات من مؤسسات دولية، وسيرفرات ضخمة، وصورة غاية في الجمال من الاستعدادات للانتخابات المقبلة في 10 أيلول، لكن كل هذا لا يعني للمواطن شيئا، إن بقيت سيرة الانتخابات مثل محطات كثيرة سيطرت عليها أجواء السلبية واللعب في قناعات الناخبين، وأصواتُهُم التي تذهب لمصلحة من لا يرغبون.
القراءات والانطباعات للانتخابات المقبلة تدعو للتفاؤل، وفيها عودة طبيعية لثقة المواطنين بالانتخابات شرط أن تتم بأعلى درجات النزاهة واحترام خيارات الناخبين، بعد تجارب مريرة في التزوير، وللأسف يوجد بيننا من يتبجح أنه مارس التزوير، بإنجاح فلان وترسيب علان، من دون أن يتقدم للمحاكمة بأبشع الاتهامات، فقد زور إرادة الناس، وتحكم في وعيهم.
حتى تكون صناديق الاقتراع طريقا للاحتكام لمن يملك القوة الشعبية ومن يمارس الدعاء فقط. الانتخابات فرصة للتخلص من التشخيص الخطأ لمجمل الاوضاع التي نعيش، خاصة الأوضاع الاقتصادية التي تضغط على أعصاب الدولة والشعب.
انتبهوا…… أكثر من 90% من أعضاء مجلس النواب الحالي يطمحون بالعودة من جديد إلى قبة البرلمان، اذا لا سمح الله أعيد انتخابهم، فما هو التغيير الذي نحلم بتحقيقه؟!!!!
يقول المثل الشعبي “اللي بجرب المجرب عقله مخرب”، وبعد سطوة الاعلام على حياتنا، وكشفه عن كل هفوات النواب، علينا أن نكون واعين من الذي يستحق أن يحصل على صوتنا، لانه صوت المستقبل والتغيير المنشود، والأمل في جيل الشباب الذين يقع على كَواهلهم صون التجربة، وهم أمل البلاد الذين نعتز بهم.
هناك الكثير من النواب الذين لم يفعلوا شيئا في المجالس السابقة، ويصرون على العودة من جديد، على اعتبار أن المقعد النيابي “مِلْكِيّة خاصة” ينقل له بالوراثة، وهناك من كانت سيرته النيابية هفوات وفيديوهات وترندات استمتع بها الجمهور، وهناك الغائب الحاضر في المجلس، كل هؤلاء لا يستحقون أن يكرروا علينا نمر سياراتهم الحمراء وبعد الانتخابات لن نسمع أصواتهم ولا حضورهم في المشهد العام.
الدايم الله….