بغياب إلياس خوري.. رحيل قلم نضال الذاكرة الفلسطينية والأدب العربي الحديث

الأول نيوز – الذاكرة ليست مجرد استرجاع للماضي، بل هي ما يجعلنا نعيش المستقبل.” هكذا قال إلياس خوري في روايته الأشهر باب الشمس.

غيب الموت في بيروت إلياس خوري، الكاتب اللبناني الكبير الذي فارقنا اليوم  الأحد ١٥ سبتمبر/أيلول، مما يعد خسارة كبيرة للأدب العربي، والفلسطيني.

يعتبر إلياس خوري  من بين الأسماء الأدبية اللامعة في العالم العربي. إلى جانب كونه روائيًا بارعًا، كان ناقدًا ومفكرًا متميزًا بكتاباته النقدية الجريئة وتحليلاته السياسية.

ولد خوري في بيروت عام 1948 في خضم النزاعات التي كانت تعصف بالمنطقة، وهذا ما ترك أثرًا عميقًا في أعماله التي تناولت القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية. إحدى أبرز هذه القضايا كانت القضية الفلسطينية، التي تبناها بصدق منذ بداياته الأدبية. انتمى خوري فكريًا إلى تلك الفئة التي رأت في الأدب وسيلة للمقاومة والتغيير الاجتماعي، وكانت رواياته مرآة تعكس الواقع المعقد للحروب والنزاعات في الشرق الأوسط.

images (4).jpeg
من خلال روايته “باب الشمس”، التي تُعد من أهم أعماله، استعرض خوري معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من أرضهم، وأظهر صمودهم عبر قصص الحب والنضال والمقاومة. هذه الرواية تُعتبر ملحمة أدبية تصوّر نكبة 1948 وما تلاها، وهي واحدة من الأعمال التي ترسخ فيها خوري كرمز للمقاومة الأدبية.

وبالإضافة إلى أعماله الروائية، كان لخوري حضور في عالم النقد الثقافي، حيث حرّر مجلة “الكرمل” التي أسسها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكان له دور بارز في المشهد الثقافي اللبناني والعربي. تميز بأسلوبه السردي الذي يمزج بين الأسطورة والتاريخ، وبين الحلم والواقع، مما جعله أحد الأسماء التي تُقدّر في الأدب العربي الحديث.

غلاف_كتاب_باب_الشمس.jpg
برحيل إلياس خوري، فقد العالم العربي صوتًا أدبيًا فريدًا، كرس حياته لإبقاء الذاكرة حيّة ونقل تجارب الشعوب العربية، وخاصة الفلسطينية، إلى العالم. أعماله ستبقى شاهدًا على نضال الشعوب وقصص معاناتها وآمالها في مستقبل أفضل.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ندوة في جامعة الزرقاء حول ” أدب الطفل وتحديات العصر الرقمي”

الأول نيوز – ضمن نشاطات كلية العلوم التربوية في جامعة الزرقاء الخاصة بيوم الطفل العالمي …