أسامة الرنتيسي –
منذ إعلان الجيش العراقي – الخميس – “سقوط دولة الخرافة” وسيطرته على جامع النوري الكبير في مدينة الموصل القديمة، الذي صعد على درجاته الخليفة المزعوم لداعش أبو بكر البغدادي مرة واحدة لم يكررها ونحن ننتظر مظاهر احتفالات فيما تبقى من العواصم العربية، لكن أملنا خاب حتى لم نسمع بيانات تصدر من أحزاب وجهات هاجمت داعش في أدبياتها خلال الفترة الماضية.
ليس بريئا هذا الصمت المطبق وعدم الفرح بسقوط داعش، لأن كثيرين يعيشون بيننا يخبئون دعدوشا صغيرا في فكرهم يحلمون بأن يرى النور يوما ما.
عصابة داعش في هذه الأثناء ستغيب عن المشهد، وتبقى في ثنايا التفاصيل الأخرى، وهناك الكثير من المراقبين يتوقعون ألا يزيد عمر العصابة عن نهاية العام، وبعد ذلك كأن شيئا لم يكن، إن لم يتم اختراع عصابة اخرى بمسمى جديد.
في الأسابيع المقبلة سنرى توسعًا في حلقات الخداع، وإدامة الفوضى، وستضيع اتجاهات التحليل والتفكير، في البحث عن أسباب ظهور وضمور عصابة داعش، وستشارك العقلية الإسرائيلية الداعشية في لفت الأنظار إلى فكر داعش في إسرائيل.
في الواقع، لا توجد ثارات بين القاعدة وتفريخاته الكثيرة، وآخرها “داعش” والكيان الإسرائيلي، وداعش وضعت من دون أن تدري في يد إسرائيل عدة ذرائع للتمسك بتعنتها في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وعلى رأس أهدافها “الدولة اليهودية”.
أثبتت مسارات أحداث تاريخية عديدة، أن القوى الظلامية المتطرفة برغم اختلاف أيدولوجياتها، قد تلتقي في الأهداف والمصالح، من دون أن يكون بينها أي اتفاقات مسبقة.
داعش منذ اليوم الأول لظهورها تتطلع إلى إثارة حروب وثارات محلية مهمتها تفكيك الدولة الوطنية والحكم المحلي وإعاقة التطور نحو المركزية في الدول المستهدفة، وهذا يخدم المخطط الإسرائيلي الذي اشتغلت عليه كثيرا من خلال مخابراتها، من دون أن يكون هناك اتفاق مسبق بينهما.
أكثر ما يُحرج مناصري عصابات داعش، إذا وجَّهت لهم سؤالًا حول غياب إسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني عن أجندة داعش، فيأتيك جواب ساذج: إن داعش تقتفي خطة صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر القدس بعد أن حرر البلدان التي حولها…، وهي لا تستطيع محاربة إسرائيل وظهرها مكشوف…
الوسومأسامة الرنتيسي الأول نيوز الموصل داعش
شاهد أيضاً
الحكومة تكشف عن افتتاح مطار عمّان المدني في ماركا الشهر المقبل
الأول نيوز – أعلن رئيس الوزراء جعفر حسان، أن الحكومة ستفتتح مطار عمّان المدني في …