بعد حرب تسجيل النقاط … إيران في مرمى الضربات القاضية !!!

الاول نيوز – محمد قاسم عابورة

بعد حربٍ اتسمت بتسجيل النقاط، يبدو أن إيران ومحور المقاومة يواجهان تراجعًا مؤلمًا تحت وطأة ضرباتٍ قاضية.وحيث انني مقتنعا بالمقاومة ومؤيدا لها ولتحالفاتها  ، أكتب هذه الكلمات وأنا أحاول الخروج من حالة الإنكار، وأحاول تقبل نتائج ما حدث وما قد يحدث، مهما كانت مخيبة للآمال. هذا الاعتراف ليس انهزامًا أو تراجعًا، بل هو محاولة لإعادة التوازن المفقود في مواجهة واقعٍ متغير.

في عالمٍ معقد كمنطقة الشرق الأوسط ، نادرًا ما يُختزل الصراع إلى نصرٍ أو هزيمةٍ واضحة ، كل طرف يمكنه ادعاء الانتصار، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. تصعيد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر يثير تساؤلاتٍ جوهرية : هل يمكن اختزال الحرب إلى “فوز بالنقاط” كما في رياضة الملاكمة؟ أم أن الصراع هنا أقرب إلى رقعة شطرنج جيوسياسية، حيث كل حركة تُحسب بدقة بالغة؟

من الناحية التكتيكية، أظهرت إسرائيل تفوقها العسكري بوضوح ، التكنولوجيا المتطورة، الغارات الدقيقة، والاستخبارات المتفوقة مكنت إسرائيل من توجيه ضرباتٍ قاسية للبنية العسكرية لمحور المقاومة ، ناهيك عن مسلسل لا ينتهي من اغتيالات مدروسة بعناية ، ولم تقتصر هذه الضربات على غزة أو لبنان، بل امتدت إلى سوريا وإيران واليمن. كانت النتيجة واضحة: تحييد القدرات الصاروخية، إضعاف القوات البشرية، واستنزاف الموارد.

ورغم أن هذه الإنجازات تتماشى مع مفهوم “الفوز بالنقاط”، فإن إسرائيل لم تلتزم بقواعد اللعبة التقليدية ، استخدمت “قفازاتٍ حديدية” في حربها، بينما غض المجتمع الدولي الطرف عن المخالفات ، مما مكنها من توجيه ضرباتٍ رادعة أضعفت المحور بشكلٍ كبير.

لكن الحروب لا تُخاض في فراغ، إذ تمتد خسائرها إلى ما هو أبعد من ساحات المعركة. الخسائر البشرية، النزوح الجماعي، وتدمير البنية التحتية كلها تساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية. ورغم الإنجازات التكتيكية لإسرائيل، يظل السؤال الأهم: هل حققت “نصرًا حقيقيًا”؟ فالتفوق العسكري لا يعني بالضرورة تحقيق السلام أو الأمن الدائمين.

في تصعيدٍ مستمر ومتتابع وجهت إسرائيل ضرباتٍ قاصمة ، أبرزها عملية استهداف محور المحور باغتيال السيد حسن نصر الله ، والتي مثلت ضربةً قاصمة للمعنويات. أتبعتها بتسريع وتيرة العمليات في سوريا، مستغلةً تسارع انهيار النظام السوري نتيجة حربه الداخلية، وضرباتها اليومية على قواعد إيران والحرس الثوري ، والذي ساعد بسقوط النظام السوري وانسحاب إيران، لتتوج إسرائيل هذه المرحلة بمكاسب استراتيجية تعزز مشروعها التوسعي نحو “إسرائيل الكبرى.”

ما حدث يكشف عن فشلٍ واضح في فهمنا لطبيعة الصراع ، وعدم قراءتنا الجيدة للعدو وقدراته ، والنتيجة إيران تراجعت، وحدة الساحات تفتتت وتفككت ، والخوف على سوريا من التقاسم والتقسيم ، أما “إسرائيل فقد تمددت، مقتطعة أراضي جديدة تعزز مشروعها التوسعي الإستطاني ، والآن، يبقى السؤال : ماذا نحن فاعلون؟

أما آن الأوان لتشكيل مشروع قومي عربي يُواجه مثلث المشاريع الكبرى بأقطابه التركي، الإيراني، والإسرائيلي؟ أم سنبقى أسرى لتوزيع أنفسنا على محاور متصارعة، يحارب كل منا الآخر لإرضاء مصالح محوره .

عن Alaa

شاهد أيضاً

سوريا ما بعد الأسد

الاول نيوز – وليد عبد الحي بعد 53 عاما من حكم عائلة الاسد تحت ستار …