محمد داودية – الأول نيوز –
تم تزوير قرار الملك محمد السادس ملك المغرب، إلى حد مشين، حين بلغ التجني والافتئات حدودًا لا يصدقها العقل، ويحرمها الدين ويأباها الخلق والشرف، حين زعم الملفقون أن ملك المغرب ألغى عيد الأضحى !!
فقد أعلن الملك محمد السادس إلغاء شعيرة الأضاحي لهذا العام نظرًا لما وصفه بالتحديات القائمة في البلاد.
وعزا الملك محمد السادس في بيان تلاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، القرار إلى التحديات المناخية والاقتصادية التي أثرت على الثروة الحيوانية في البلاد.
وقال: “أخذًا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود”.
وأعلن الملك أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، “اقتداء بسنة النبي المصطفى، عندما ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته”.
وكان الإعلام المغربي ذكر ان القطيع الوطني من المواشي تراجع بنسبة 38 % مقارنة بعام 2016.
وهكذا قرار وطني ذو بعد ديني، تم بالطبع بعد فتوى علماء المغرب الأفذاذ.
كنت سفيرًا لبلادي في المملكة المغربية 1998-2003، ووقفت على عادات وتقاليد الشعب المغربي العظيم الذي للدين الحنيف في حياته وسلوكه تطبيقًا ومقامًا مبهرًا لا يدانى.
فمعظم عوائل الشعب المغربي تضحي. وقد أصبحت الأضحية تقليدًا إجتماعيُا، وعادة وطنية، كما هي بالطبع نسك وسنّة وعبادة.
ومن الطبيعي ان يرفع انخفاض إعداد المواشي، الأسعار على المغاربة أضعافًا.
وحدث كثيرًا ان زوجة من لا يضحي تهجره إلى بيت أهلها !!
وليس من باب الطرفة، أن مواطنًا مغربيًا تم القبض عليه حين كان يشتري أضحية بخاتم ذهب مسروق.
وأصبح المغربي الذي لا يضحي في الحي الذي يسكنه، وكل جيرانه يضحون، يخجل من نفسه ويشعر بالحرج أمام اسرته، وقد يتعرض ابناؤه وبناته إلى الاستغراب والاستهزاء.
ويوم عيد الأضحى، اكثر ما تكون الاصابات التي تراجع العيادات الطبية في مختلف أنحاء المغرب، اصابات القطع بسكاكين تقطيع لحوم الأضاحي.
ولاحظت عندما كنت سفيرا في المغرب، أن دخانًا عابقُا يشكل سحابة فوق الرباط أيام أعياد الأضحى لأن المغاربة يحرقون ما تبقى من شعر رأس الاضحية على الفحم او الغاز.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلغي فيها ملك المغرب شعيرة الأضاحي التي يكتفي فيها الملك بالتضحية عن عموم الشعب المغربي.
من الغباء أن يصل الاستهتار بالوعي والتلفيق والتزوير حدا يتم فيه استخدام الدين الحنيف للإساءة إلى المغرب ملكًا وشعبًا.
ألا بئس ما يأفكون.