مأساة التوجيهي متى تنتهي؟!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – حزنت كثيرا لأجل الصديق وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة بعدما شاهدت فيديوهات لطالبات وأمهات يتحسبن عليه، ويدعون عليه من الدعوات البائسة كثيرا.

المأساة تتكرر كل عام، فقد أصبحت عادة متبعة من لدن الطلبة بالصراخ والعويل والشكوى: “ضربونا في الرياضيات أو الإنجليزي أو الفيزياء”، واليوم كان نصيب طلبة العلمي: “ضربونا في الرياضيات”.

أبرز معلمي الرياضيات في المملكة خرجوا بفيديوهات قالوا فيها : إن الامتحان فاشل ولم يراع أي شيء من جداول المواصفات ولا الوقت ولا مستويات الطلبة.

فعليا؛ هل هناك قرار لدى  وزارة التربية والتعليم وجماعة الامتحانات  أن يتم “ضرب الطلبة” في مادة أو مادتين، أم أن المأساة يجب ان تتكرر كل عام.

لتجيب وزارة التربية والتعليم  على سؤال بات على ألسنة الجميع، هل هناك صراع غير معلن بين الوزارة والمنصات التعليمية، والضحية في آخر الأمر الطلبة وأهاليهم.

أهالي طلبة من المتفوقين نقلوا أن أبناءهم خرجوا مصدومين من الامتحان، ووصلت الصدمة لمعلمي المادة الذين وصفوا الأمر بالغريب والمستهجن من مستوى الامتحان وصعوبة الأسئلة.

ليست المرة الأولى التي يجتهد فيها كتاب وصحافيون، يطالبون بإعادة النظر في أسس امتحان الثانوية العامة، كما لم يترك أهم الخبراء في التربية والتعليم فرصة إلا وناقش هذه الفكرة، كما قدموا عدة اقتراحات من أهمها خفض عدد المواد التي يتقدم بها الطالب أو الطالبة للامتحان إلى النصف أو أقل أو أكثر قليلا، أي حسب متطلبات التخصص الجامعي الذي يرغب الطالب او الطالبة إليه، وبحيث يكون تقديم المزيد منها اختياريا (أو متطلبا جامعيا) وحسب ما هو معمول به في كثير من البلدان المتقدمة، على أن تكون اللغة العربية واللغة الإنجليزية أو الأجنبية الجامع المشترك بين جميع المتقدمين والمتقدمات للامتحان والتخصصات الجامعية.

لقد خضع امتحان التوجيهي في الأردن إلى تجارب نقلها وزراء التربية المتعاقبون كل على طريقته الخاصة، ففي السنوات الأخيرة جرت تعديلات على أسس الامتحان، لا يمكن أن تصنع طمأنينة لدى الطلبة وأهلهم، بل إن معظم الأردنيين لا يعرفون أسس الامتحان ولا طريقة اختيار المواد الدراسية، حتى أن أولياء أمور الطلبة ذاتهم مصدومون من جهلهم في التغييرات التي وقعت على الامتحان وهم لم يتمكنوا من متابعتها.

لا حل الا بالتفكير الجدي في إلغاء امتحان الثانوية العامة، والبحث عن بدائل أخرى للقبول الجامعي، مثلما تفعل دول عديدة، حيث يترتب على الطالب الحصول على علامات محددة في مواد جامعية معينة تؤهله للحصول على المقعد الجامعي والتخصص الذي يريد، أما أن نبقى خاضعين لامتحان لم يعد مقياسا نموذجيا لمستوى الطلبة فهذا يؤخرنا عن ركب الدول المتقدمة.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

راهنوا على القانون لا على الوعي

 أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – ترتفع درجة السخرية لدى الأردنيين عند الأزمات، ويسخرون …