مقالات مشابهة
صدام البدور – الأول نيوز –
مما لا شك فيه أن أعلان سمو ولي العهد المعظم أعادة خدمة العلم للبلاد لم يكن مفاجأة بقدر ما كان أعلان عن جدية الدولة في مواجهة التحديات والأخطار على الصعيد الداخلي والخارجي خاصة في ظل الظروف الإقليمية السائدة من حروب ونزاعات والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة فقد كان لزاما على الدولة أن تتخذ خطوات أقل ما يمكن وصفها بأنها استشراف لسيناريوهات خطيرة تمس استقرار وأمن المملكة، وذلك من خلال تفعيل دور الشباب في الجانب العسكري
ومن المعروف أن خدمة العلم بمفهومها العام هي غرس الشعور لدى المواطنين المدنيين بضرورة البقاء على أهبة الاستعداد والجاهزية في حال داهم البلاد خطر، مع تمكينهم من مجابهة هذا الخطر عبر تدريب مسبق على كيفية استخدام السلاح والاستعداد البدني والنفسي، والقدرة على تحمل الظروف الصعبة والتعامل معها
ومما لا شك فيه أيضا أن الإعلان الملكي عن القرار تلقفته دوائر الحكم والسياسة في الجانب الإسرائيلي وظهر ذلك جليا من خلال تسليط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الخبر ومناقشة أبعاده ونتائجه وخطورته عليهم. ومن المعروف أن تعليق العمل بخدمة العلم جاء بعد توقيع المملكة اتفاقية وادي عربة كبادرة من الأردن للتعبير عن الرغبة بالسلام غير أن الدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والتصريحات الإسرائيلية بالتوسع أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنها لا ترغب بالسلام وأنها ماضية في خططها التدميرية
وهنا بدأت الدولة الأردنية باتخاذ خطوات للرد على هذه التصرفات الخارقة لكل المواثيق والأعراف الدولية فاعتمدت أولًا على الخيار الدبلوماسي ولم تهدأ في كل المحافل العالمية عن بيان حجم الدمار الذي ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وكشف حقيقة هذا النظام العنصري الذي يضرب عرض الحائط بكل القواعد الإنسانية أما الخيار الثاني فتمثل في تقوية الجبهة الداخلية من خلال إعلان إعادة تفعيل خدمة العلم وإعلاء القيم الوطنية، وضرورة التفاف الجميع حول قدسية تراب الأردن والمحافظة عليه في ظل الأطماع المختلفة التي تواجه المملكة
ومن هنا فإن الإعلان الملكي عن إعادة خدمة العلم يُعد بمثابة “إكسير الحياة” للدولة الأردنية يشد أنظار الجميع كبارا وصغارا شيوخا وشبابا مدنيين وعسكريين إلى أن البلد يمر بتهديدات مختلفة وأن الوقت قد حان للعمل بجد وجهد وتركيز
