النسور ينبش عقدة تزوير الانتخابات

أسامة الرنتيسي

 

الأول نيوز – عادت للصدارة عقدة تزوير الانتخابات النيابية الأردنية بفضل فيديو انتشر كالنار في الهشيم في بودكاست لرئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله النسور كشف فيه أنه تم استدعاؤه لمكتب مدير المخابرات السابق محمد الذهبي وطلب منه عدم الترشح لانتخابات 2007 وهدده بالترسيب إذا ترشح، فانصاع للأمر وانسحب.

فتح هذا الفيديو والتصريحات المثيرة شهوة الناس في العودة للحديث عن التزوير الذي رافق الانتخابات النيابية الأردنية وكيف هندس الذهبي انتخابات 2007 بحيث نجح نحو 70 نائبا من بينهم 6 نواب للإخوان المسلمين كما نجح حزبيون محسوبون على اليسار، وصمم المجلس بالطريقة التي كان يفكر فيها بالضبط.

ويبقى السؤال معلقا من دون إجابة، لِمَ فكر الذهبي بمنع ترشيح النسور للانتخابات والتهديد بترسيبه، هل هي لمصلحة شخص آخر كان يرغب الذهبي بتنجيحه، أم أن الدولة كانت ترى خطورة من وصول النسور للقبة البرلمانية؟!

20 عاما والدولة الأردنية بكافة أذرعها تحاول أن تشطب من ذاكرة الأردنيين قصص التزوير في الانتخابات النيابية، وأجرت خمسة انتخابات شهدت مؤسسات رقابية محلية ودُولية أنها انتخابات نزيهة، فجاء فيديو النسور ودمر كل ذلك، وعدنا للمربع الأول والتدخلات غير الطبيعية في الانتخابات.

الآن؛ لو يحلف موسى المعايطة مليون يمين أن عقدة التزوير أصبحت وراء ظهورنا، ولن تعود لها الدولة الأردنية، فلن يصدق أحد، وستبقى الروايات الأخرى الموثقة عن التزوير هي الرائجة على ألسن الأردنيين.

أما أخونا الدكتور عبدالله النسور، فلا أدري لِمَ جاء بهذا الكشف المتأخر لمعلومات يعرفها الأردنيون ويتداولونها بينهم لكن من دون توثيق صريح مثلما جاء على لسان النسور.

وهل فكر النسور أنه بتصريحاته هذه سيفتح باب التعاطف معه، أم أن حجم الغضب من موقفه ورضاه بالتهديد عادت عليه بالتقويم السلبي.

للأسف الذي يدفع الثمن دوما هي الحياة البرلمانية الأردنية، فكلما تقدمنا خطوة تأتي إشارات وخلفيات سابقة تدفعها للخلف عشرات الخطوات، وتبدأ ذاكرة الأردنيين بنبش قصص وحكايات قد تكون حصلت في الانتخابات وقد لا تكون، لكن الأجواء العامة تسمح بكل هذه الأجواء السلبية.

السلبيات في الانتخابات لا تزال مفتوحة، وقصص المال الفاسد في الانتخابات الأخيرة، في القوائم الحزبية تحديدا لا تزال تزكم الأنوف، ولا تزال الروايات التي وقعت مسيطرة على أحاديث الأردنيين، من “سمطها” شيك بـ 150 ألف دينار  وسمطه شيك 120 ألف دينار، وتنجيح الأبناء والبنات في القوائم الحزبية بعد وضعهم رؤوس قائمة بفضل المال وليس بفضل الكفاية، كل هذا وغيره لا تزال  عقدة التزوير هما في الانتخابات، فكيف ستتم معالجة هذه الأوضاع ونحن لا نخرج من حكايات التزوير إلا ونعود لها بفضل رجالات دولة كبار.

شكله؛ في الانتخابات الأردنية، وقضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي، والحياة السياسية العصرية والمتطورة والمقوننة في الأردن، حلم إبليس في الجنة، وكله “حط في الخرج“.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السياحة وزارة سيادية

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – مع الاستثمار الذي تحدثنا عنه في مقالة الاثنين، …