أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – بكل تأكيد إن القمة العربية الإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة ـ اليوم الاثنين ـ مفصلية وحاسمة وقد تكون آخر قمة عربية إسلامية يتابعها المواطن العربي إذا كانت نهايتها بيان جدب وإدانة فقط، وكفى المؤمنين شر القتال.
حالة الغضب التي يعيشها الإنسان العربي والمسلم في هذه الظروف يجب أن لا تختلف نهائيا عن حالة الغضب التي يعيشها القادة في الدول العربية والإسلامية، فالكيان الغاصب تجاوز كل شيء، وفي عدوانه الإجرامي على الدوحة قال للجميع لا أحد بعيدا عن هجمات الطيران الصهيوني مهما كانت علاقاته ودية وجيدة مع الكيان، وعلى هذا يجب أن تكون مخرجات القمة.
إذا خرجت القمة ببيان ختامي يشبه بيانات القمم السابقة، توصيف وإدانات وجدب واستنكار وهجوم خطابي على الكيان الغاصب من دون إجراءات عملية مؤطرة بزمن معين، ومشروطة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف الإبادة في غزة فإننا نكون إزاء دفن مصداقية النظامين العربي والإسلامي.
إذا لم يتوجع النتن ياهو مثلما نتوجع منذ عامين من قرارات حاسمة عربية وإسلامية فإننا نراوح مكاننا في متابعة مشاهد الإبادة الجماعية والعنف الفالت من عقاله ولا نفعل سوى الجدب والإدانة.
نعرف جيدا أن مفتاح النتن ياهو وتل أبيب بأيدي حكام واشنطن، ونعلم أن الرئيس الأميركي ترامب بكلمة واحدة يستطيع أن يوقف هذا العدوان ولن يأخذ معه النتن ياهو غلوة إن اقتنع أن العالمين العربي والإسلامي مهمان له واستراتيجيان في الأقل بنصف الاهتمام بالكيان الصهيوني ولا أقول الاهتمام ذاته.
إذا لم يرتق الموقفان العربي والإسلامي عموما إلى مستوى الدم الفلسطيني المسفوك في غزة والضفة الفلسطينية، ولم يتراجع الموقف الأميركي الداعم والوكيل الرسمي للعدوان على الشعب الفلسطيني والمساند للنتن ياهو في توحشه، فإننا نكون أمام أكثر من 65 ألف شهيد فلسطيني في غزة لم نفعل لهم شيئا.
في هذا العدوان البشع هناك أشياء كثيرة خارج الفهم الطبيعي وخارج المنطق، ولا تلتقطها مجسات المحللين فما تعيشه حكومة الكيان الصهيوني ورئيسها المنهار يقلب كل التوقعات، لأن ما في بطن النتن ياهو أكثر وحشية من التفكير في وقف العدوان، فساعاته معدودات بعد ذلك ومستقبله السياسي مرهون بالفشل ثم السجن فورا.
ما بين الواقع والطموح مسافات كثيرة، وطموحاتنا كشعوب أكبر بكثير من واقع الامة، لكن لعل وعسى.
الدايم الله…