الأول نيوز – قال رئيس الوزراء جعفر حسان، السبت، إن هناك عمل كثير لتحديد الأولويات، معربا عن أمله بالتعاون مع البرلمان أن يتم إنجاز موازنة العام المقبل قبل نهاية العام الحالي ولأول مرة.
وأضاف حسان، خلال جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في العقبة، أن العقبة ستكون منطلقاً لأهم المشاريع الاستراتيجية الوطنية؛ فهي نقطة البداية لمشروع الناقل الوطني للمياه ومشاريع السكك الوطنية، إلى جانب الاستمرار في تطوير الموانئ والمصانع، وتوسعة المشاريع السياحية فيها، وذلك خلال جلسة مجلس الوزراء في محافظة العقبة.
وأضاف أن “التطور الذي تشهده العقبة تحقق بفضل رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده ورؤيته للعقبة كمركز إقليمي رائد في السياحة والتنمية والاستثمار والتقدم التكنولوجي ونموذج حي للتنمية الشاملة، وهي محط اهتمام سمو ولي العهد”.
وتابع أن “العقبة جزء أساسي ومحوري من رؤية التحديث الاقتصادي، فهي ليست وجهة سياحية فحسب رغم أهميتها السياحيَّة، بل هي شريان اقتصادي للمملكة ونموذج للمستقبل”.
وأردف يقول “الأردن بقيادة جلالة الملك كان في مقدمة الجهود الدبلوماسية والسياسية على الساحة الدولية لرفع الظلم عن أشقائنا (الفلسطينيين) منذ بدء الحرب (على غزة) ومنذ اليوم الأول”.
وتابع “شاهدنا خلال الأسابيع والأشهر الماضية تكثيفاً للجهود الدبلوماسية الأردنيَّة وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي نتج عنه اعتراف دولي تاريخي وواسع بالدولة الفلسطينية”.
وقال “نرى اليوم مستويات من الدعم الدولي والاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية والتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، فيما نرى في نفس الوقت إسرائيل تواجه عزلة ورفضاً واسعاً لسياساتها المتطرفة المتوحشة وستواجه المزيد من العزلة والمواجهة الدولية في نهج سياساتها الإبادية”.
وعن القضية الفلسطينية، قال “مضت عقود ولا يزال الشعب الفلسطيني الشقيق ثابتاً صامداً على أرضه، وصبره لا ينفذ؛ فهم أصحاب حقّ وهو حقٌّ لا يضيع، وكلُّ أردني يقف مع هذا الشعب الصَّامد، ونحنُ نسجِّلُ بطولاتنا بهدوء لأنها واجب”.
وأتبع يقول “كلُّ طبيب وممرِّض وممرِّضة يعمل تحت القصف المتواصل في مستشفياتنا الميدانيَّة في غزَّة حتى ينقذ حياة طفل.. وكلُّ سائق شاحنة تحمل المساعدات الإغاثيَّة يقطع الجسر ويواجه هجمات المستوطنين ليوصل المساعدات لشعب غزَّة.. وكلُّ طيَّار في سلاح الجوّ يطير فوق غزَّة لإنزال المساعدات لأهلها بعد أن مُنِعتْ عنها جميع المنافذ.. هؤلاء هم أبناء الوطن الذين يستحقُّون كلَّ احترام وتقدير.. وهؤلاء هم أبطالنا الذين يجب أن نفتخر ونحتفي بهم كلَّ يوم وكما يؤكِّد جلالة سيِّدنا دائماً”.
وتابع “في المشهد الإقليمي وفي هذه المنطقة المُتقلِّبة تتجلَّى دائمًا صورة الأردن دولةً طموحةً متفائلةً واثقة بمستقبلها، قوية بقيادتها الحكيمة ومُجتمعها المُتماسِك ومُؤسَّساتها الراسِخة وتماسُك نسيجها الوطني”.
وقال “أولويتنا أردنية، وأولويتنا شعبنا، وأولويتنا اقتصادنا ومنعتنا وقوتنا.. بعد جلالة الملك والجيش العربي اقتصادنا هو الذي يحمي منعتنا الوطنية، وقبل كل شيء يجب أن نفكر باقتصادنا وبنمونا وشبابنا وكيفيّة توفير حياة كريمة لهم”.
وأكد أن ” قوة الأردن أساس منعتنا الوطنية ولا شيء يعلُو على ذلك، ولن نسمح لشيء أن يمُسَّ بذلك”.
وبين أنه زار عدداً من المواقع الاقتصادية في العقبة، ووضع حجر الأساس لمشروع تزويد المناطق الصناعية بالغاز الطبيعي، وهو مشروع مهم وسيتم التوسع فيه ليسهم في تخفيض كلف الطاقة على المصانع.
وأكد أن “رؤيتنا الاقتصادية واضحة ونعرف تماماً ما نحن بحاجة إليه وما يجب أن نقوم به. مشروع التحديث الشامل الذي يقوده جلالة الملك بمحاوره الاقتصادية والسياسية والإدارية هو شغلنا الشاغل وأساس عملنا”.
وأوضح أن 11 جلسة لمجلس الوزراء عقدت في المحافظات، وهذا نهج مؤسسي مستمر لوضع برامج تنموية للمحافظات وتحديد الأولويات والمشاريع لكل القطاعات بالتعاون مع الهيئات المنتخبة في كل محافظة، والحكومة ملتزمة بجداول زمنية ووضع موازنات لتنفيذ هذه المشاريع التي نتوافق عليها ونُساءل عن تنفيذها.
وشدد على أن القطاع الخاص أساسي، وهو ركيزة برنامج التحديث الاقتصادي، مشيرا إلى أن الحكومة والوزراء المعنيون يقومون بإعداد البرنامج التنفيذي للأعوام الثلاثة المقبلة بجميع مبادراته ومشاريعه ضمن خطط زمنية وموازنات واضحة.
وذكر “قمنا ولأول مرة في رئاسة الوزراء بإعداد برنامج الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات ذات الصلة من خلال ورشات العمل التي خصصناها لوضع البرنامج التنفيذ الثاني لرؤية التحديث الاقتصادي؛ حتى يكون البرنامج واقعياً ويعالج اهتمامات القطاعات المختلفة”.
ولفت إلى أن أي تأخير في أي مشروع أو إعاقة أي استثمار هو خسارة للوطن، وضيفا أن معيار نجاح الحكومة مرتبط بالضرورة بنجاح القطاع الخاص في المضي قدماً في تنمية الاقتصاد وإنجاح التنمية في العقبة وفي جميع المحافظات.
وأوضح أن المؤشرات الاقتصادية، رغم كل تحديات الإقليم، في تحسن مستمر؛ من حيث أرقام السوق المالي، والصادرات، وحجم المناولة في ميناء الحاويات وغيرها فكلها أرقام قياسية.
وأضاف حسان أن أرقام السياحة تحقق نمواً قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي، معربا عن أمله بالاستمرار في هذا المسار، وأن ترتفع أرقام النمو تدريجياً حتى نحقق الهدف الأول والأهم وهو تخفيض معدل البطالة وتوفير فرص التشغيل للأردنيين.
وبين أنه سيتم التركيز في القطاع السياحي على تنفيذ مشاريع بقيمة تُقارب30 مليون دينار، إلى جانب توسعة مطار الملك حسين الدولي وتوسعة معبر حدود الدِّرَّة الذي تأخر كثيراً وسيُنجز عام 2027.