مات صاحبك يا عمو…مات انور ابو زينة

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – فجعتني ابنة صديق العمر أنور ابو زينة المحامية رزان عندما اتصلت على هاتفه لأطمئن عليه بصوت حزين “مات صاحبك يا عمو..”

وانور ابو زينة مرار ليس صاحبي فقط، بل هو صديق العمر، حيث تربينا معا في حارات الفحيص، ومدارسها، وعشقنا ناديها وشبابها، وكنا في خلية واحدة في حزب حشد، الذي تركته منذ عشرين عاما، وبقي انور متمسكا بالحزب إلى أن تركه منذ سنوات.

وانور أحد نشطاء العمل العام والسياسي والحزبي والثقافي في الفحيص، ورئيس أخر لجنة ثقافية في مهرجان الفحيص.

منذ أكثر من أسبوع ونحن نحاول أن نجد سريرا لانور في مركز الحسين للسرطان، بعد ان فاجأته صورة طبقية في مستشفى السلط بوجود كتلة غير واضحة في الامعاء، فراجع عيادات المركز الخميس الماضي واجروا له عدة فحوصات على أمل ان تظهر النتائج الاحد، لكن الوضع الصحي اللعين لم تمنحه الفرصة فدخل مستشفى البشير الجمعة لانغلاقات في شرايين القدمين مما اضطر الاطباء إلى تدخل جراحي لوضع شبكات.

انور عاد الشهر الماضي من الولايات المتحدة الاميركية بعد زيارة امتدت نحو عام أجرى خلالها فحوصات وعمليات جراحية تحسنت على أثرها حالته العامة، فعاد الشهر الماضي إلى الفحيص التي احبها مثلما أحب بلده الاصلي بيت دقو رام الله التي ذهب الاميركا للحصول على جنسيتها حتى تسهل عليه عملية زيارة فلسطين وبلده الاصلي.

صعقني خبر موتك يا انور، وانا والاصدقاء الدكتور جريس الداوود ووليد جريسات وباجس الداوود وضعنا ايدينا على قلوبنا منذ تدهورت حالتك الصحية الاخيرة، وقالها باجس “يا خوفي هذه المرة أصعب من المرات الماضية”.

اه يا انور، ثمة ميتة رحيمة، وثمة ميتات تأتي على حين غرة، تقصف عمر الإنسان من دون استئذان، لا تحاوره، لأنها تعرف أنها لا تستطيع مواجهته بالحوار، هي هكذا تغشى الجسد المتعب حتى تمنع النَّفَس عنه.

لا تنظر إلى أن هذا الجسد سكنه القهر والظلم، فولج صاحبه زاوية في العتمة هربًا من سياط الواقع لا خوفًا ولا ترددًا، لكنها لحظة مداعبة لموت لا يقبل المزاح.

أيها الموت.. أعرف أنك لا تصوم، ولا تفرّق بين مفطر وصائم، وأعرف أنك لا تقبل المساومات حتى لو دعوناك لتجلس في صدر البيت، أعرف أنك لا تستجيب لنا، لكنني أتمنى أن تكون رحيمًا بمن

أحب الحياة، أتمنى ألا تمارس سياسة الخطف، فهي ليست لك بل للمجرمين والقتلة.

أيها الموت، أعرف أنك لا يمكن أن تصاحبني لأحدّثك عن أحباب خطفتهم، ونحن نرجو لهم حياة أطول، فهم أرق من غدرك، وأكثر لطفًا من لحظة اقترابك.

أيها الموت ابتهج وافعل ما تراه مناسبا، لكن احذر الغدر….

لروحك يا انور الرحمة والسلام ولزوجتك وأبنائك يزن ووسام وسامر والمحامية رزان وأخوانك واختك وأصدقاؤك ومحبيك بالغ العزاء.

ليرحمه الله ويرحمنا جميعا…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الدكتور عبدالله الوردات عميداً لكلية الشريعة في جامعة جرش من جديد ألف مبروك

الأول نيوز – نبارك لفضيلة الدكتور عبدالله الوردات، صدور قرار مجلس أمناء جامعة جرش بتجديد …