مؤتمر العرب المسيحيين من وجهة نظر نقدية

الدكتور جورج الفارّ- الاول نيوز –
كان انعقاد المؤتمر في حد ذاته إيجابيا ، فلأول مرة يعقد مثل هذا المؤتمر العابر للطوائف في الأردن ولأول مرة يُرفع شعار العرب المسيحيون، وليس المسيحيون العرب، فلذا يمكن أن نعتبره مؤتمراً قومياً لا طائفياً أو إقليمياً أو دينياً، وقد شارك به مسلمون كمتحدثون ومناقشون وضيوف.
٢- لم تتبناه كنيسة ما بل الجمعية الأورثوذكسية للثقافة وهي مكونة من اشخاص علمانيون مستقلون عن الكنيسة لا من الإكليروس ورجال الدين.
٣- رعى المؤتمر بروفسور وعلامة اردني معتز بعروبته الدكتور همام غصيب المشهود له بنزاهته ومقامة وطنية وعلنية مما اكسب المؤتمر احتراماً وثقة.
٤- حسن تنظيم المؤتمر واستضافته لمتحدثين من كل بلاد الشام ومصر اكسب المؤتمر بعداُ عربياً لا أردنياً فقط وكانت مفردة العروبة أكثر مغردة رددت في المؤتمر.
٥- تثبيت الدور العربي المسيحي في هذه المرحلة ومواجهة السردية الصهيونية في فلسطين كانت من الاهداف السامية لهذا المؤتمر الهام .
– أما نقدنا له ينصب على عدم محاولة المنظمين له صياغة رؤى مستقبلية للدور العربي المسيحي العروبي في المنطقة وتركيزهم المكثف على التاريخ.
– ⁠خوف المنظمين من مناقشة فكرة العلمانية كفكرة رائدة يمكن أن يتبناها المسيحيون العرب مع بعض اخوتهم من المسلمين لاجل حل مشكلتهم الكائنة في توزعهم لطوائف عديدة وبضمان مساواتهم الكاملة في الدول التي يعيشون بها والتي هي بحاجة إلى العلمانية لدمقرطة حكمها ولفسح المجال لترسيخ فكرة المواطنة المتساوية بين جميع ابناء شعبها.
– ⁠ننتظر أعمال المؤتمر كاملة كما وعد المنظمون، ولكننا ننتظر أكثر وثيقة صادرة عن الموتمر تؤكد نتائجه والرؤى التي فتحها امام العرب المسيحيين بما يضمن خطوات عملية يمكن أن يتخذها المؤتمر استمراراً له ومحاولة لإشراك اكبر عدد من المسيحين فيه من الدول العربية وبدون اهمال للمغتربين العرب المسحيين في دول المهجر، فهل نطلب الكثير ؟ ربما يعتمد ذلك على همة الاشخاص المعنيين وشجاعتهم لاقتحام آفاق جديدة خدمة للناس ولدول والشعوب العربية .

عن Alaa

شاهد أيضاً

تغيّرت الأزمات وبقي الأردن قويّاً

  الاول نيوز – اللواء الركن المتقاعد حسان محمد عناب أكد جلالة الملك عبدالله الثاني …