صعوبات التعلم…والعام الدراسي

د. إسراء الجيوسي –
 
نغفل أمورا كثيرة ليس لخطأ فينا، إنما لقلة ثقافتنا فيها، فالمعرفة ليست حكرا على المتعلمين، إنما هي جهد متواصل يصل إليها الإنسان بالبحث والتثقيف، يكون دافع ذلك؛ الأمور التي تحيط بِنَا أو المشاكل التي تواجهنا، لهذا نبحث عن المعرفة حتى نصل إلى  الحلول المناسبة.
ومع اقتراب العام الدراسي،  لا بد  لنا  من النظر إلى أمور كثيرة تتعلق بأبنائنا،  أهمها التحصيل الأكاديمي  والمشاكل الدراسية،  وبالحديث عن صعوبات التعلم نجد أن بعض أبنائنا يواجهون مشاكل وتحديات أكاديمية في المدارس ، لا يتنبه إليها بالشكل الصحيح، فتتفاقم المشكلة مع الطفل في المراحل الأولى من الدراسة، لتبقى معه إلى المراحل العليا أو إلى  طوال حياته،  إذا لم ينتبه إليها.
تعتبر صعوبات التعلم  من اهتمامات التربية الخاصة، ولا بد لنا من معرفة جوانب كثيرة تدور حولها، فهي تشكل نسبة كبيرة في مدارسنا.
تؤثر صعوبات التعلم في الطريقة التي يتعلم بها الشخص أشياء جديدة، والكيفية التي يتعامل بها مع المعلومات، وطريقة تواصله مع الآخرين.
 وتشمل صعوبات التعلم  مجالات الحياة جميعها، ليس فقط التعلم في المدرسة، كما يمكن أن تؤثر في كيفية تعلم المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة  والرياضيات، وفي طريقة تعلم مهارات عالية المستوى مثل التنظيم وتخطيط الوقت، والتفكير المجرد، وتنمية الذاكرة الطويلة أو القصيرة المدى.
– تصنيف صعوبات التعلم إلى مجموعتين رئيستين:
صعوبات التعلم النمائية؛
تتعلق هذه الصعوبات بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي، وقد يكون السبب في حدوثها هو اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، وتؤثر هذه الصعوبات في العمليات ما قبل الأكاديمية، مثل الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير واللغة، التي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي، وتشكل أهم الأسس التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للفرد.
2- صعوبات التعلم الأكاديمية؛
ويقصد بها صعوبات الأداء المدرسي المعرفي الأكاديمي، التي تتمثل في القراءة والكتابة والتهجئة والتعبير الكتابي  والحساب، وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبير بصعوبات التعلم النمائية.
* علامات صعوبات التعلم
من الصعب الكشف عن صعوبات التعلم بسبب تعقدها و تداخلها مع أعراض أخرى، لكن الخبراء عادة ما يكتشفونها عن طريق قياس ما يحققه الطفل مقارنة مع المتوقع منه حسب مستوى ذكائه وعمره، وبصفة عامة هناك بعض المؤشرات التي تدل على وجود صعوبة في التعلم، نلخصها فيما يلي:
 
* قبل أربع سنوات:
– عسر في نطق الكلمات.
– عسر في الالتزام بالنغمة أثناء الغناء أو الإنشاد.
– مشكلات في تعلم الحروف والأرقام والألوان والأشكال وأيام الأسبوع.
– صعوبة في فهم الاتجاهات ومتابعتها، وفي اتباع الروتين أيضا.
– صعوبة في إمساك القلم أو الطباشير أو المقص.
– صعوبة في التعامل مع الأزرار  وربط الحذاء.
* من سن أربع إلى تسع:
– صعوبة في الربط بين الحروف وطريقة نطقها.
– صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها لنطق كلمة.
– يخلط بين الكلمات عند  قراءتها.
– يخطئ في التهجي باستمرار، ويخطئ في القراءة دائما.
– صعوبة في تعلم المفاهيم الأساسية للحساب مثل الجمع والطرح.
– صعوبة في قراءة الوقت وتذكر ترتيب أجزاء اليوم والساعة.
– بطء في تعلم المهارات الجديدة.
* من سن تسع إلى خمس عشرة سنة:
– صعوبة في قراءة النصوص وإجراء العمليات الحسابية.
– صعوبة في إجابة  الأسئلة التي تحتاج إلى كتابة.
– تجنب القراءة والكتابة.
– كتابة كلمة واحدة بأكثر من طريقة في موضوع واحد.
– ضعف في الترتيب والتنظيم.
– لا يستطيع الاندماج في مناقشات الفصل والتعبير عن أفكاره.
– رداءة الخط.
لهذا يجب الاهتمام بأبنائنا ف المراحل العمرية  جميعها، ويكون التركيز على المراحل الأساسية، لأن التوصل الى حلول في بداية المشاكل دائما يكون أسهل.
علما أننا لا نغفل  أهمية أن يتمتع أبناؤنا بصحة نفسانية، لمصلحتهم،  كي نوفر لهم مستقبلا زاهرا يعيشون فيه بإستقرار نفساني واجتماعي.
ودمتم طيبين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الأردن يدين تركيب الاحتلال حواجز حديدية على 3 أبواب للأقصى

الأول نيوز – دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب حواجز …