السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

منظمة أكثر من فاسدة… وتقرير مجحف

أسامة الرنتيسي –
 
على مدى سنوات عملها، لم تخل فترة من فضائح فساد ظهرت تنخر في جسد المنظمة الأممية الأولى،  في برامجها الأمنية والسياسية والتنموية، والفساد الأكبر في رواتب ومخصصات العاملين في بعثات الأمم المتحدة في مناطق النزاع، ما كان يفتح شهوتهم أكثر إلى البحث عن صفقات من تحت الطاولة باعتبار المهمات محدودة المدة وقصيرة.
هذا ليس انطباعا؛ ولا تهما تلقى جزافا من دون أدلة، ولنتذكر ما كشف عنه مكتب التحقيقات الداخلية التابع للأمم المتحدة في نيسان من العام الماضي عن “ثغرات خطيرة وفشل جدي” في تفاعل المنظمة الدولية مع منظمات أخرى ورشى مزعومة تشمل رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبق، جون آش الذي تولى منصبه في الفترة من 2013  — 2014 وستة مسؤولين آخرين في المنظمة.
وعندما استلم “زلمتنا” الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي أقر في الحلقة التاسعة من شهادته لبرنامج “شاهد على العصر” بوجود حالات فساد داخل المنظمة الدولية.
 فلا غرابة إذن في تقرير أمين عام الأمم المتحدة السنوي بشأن وضعية الأطفال في إطار النزاعات المسلحة، وما تضمنه من ادعاءات حول ارتكاب دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية انتهاكات ضد أطفال اليمن، وهو ليس كما قالت الجامعة العربية بكل أدب إنه “كان يستلزم تبني نهجا أكثر دقة من جانب معدي التقرير” بل كان التقرير موجها ومسيسا وانتقائيا وفيه مغالطات علمية في المنهج والتطبيق.
التقرير؛ مثلما هي عادة تقارير الأمم المتحدة،  اعتمد رؤية طرف في النزاع، فانسجمت مع ادعاءات الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح، ولم يصل معدو التقرير إلى المناطق المحاصرة في اليمن، والمناطق التي وصلوها كانت برعاية الحوثيين، واستمعوا إلى أقوال المناصرين لهم، وإن لم يفعلوا ذلك لكانوا  منعوا من الوصول.
ومثلما يرى مسؤول يمني يعمل في مجال حقوق الإنسان،  فإن المعلومات التي تستقيها المنظمات الدولية في اليمن غير موضوعية، فغالبية مصادرهم موظفون يعملون لمصالح الحوثيين، وهي مصادر غير منصفة ولا تعكس واقع انتهاكات الحوثيين للأطفال وإقحامهم في العمليات العسكرية.
إذا كانت الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، باعتبارهم من الفئات التي تتمتع بحماية خاصة في إطار القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، فإن التقرير يفتقد  المصداقية عندما يركز على الأطفال اليمنيين (مع أهمية ذلك) ويتناسى أطفال فلسطين والعراق وسورية ومناطق النزاعات الأخرى في العالم، ولهذا فهو موجه ضد التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، ويخدم أهدافا إقليمية أبعد من اليمن وأقرب إلى طهران، ومجحفة بحق السعودية.
لا أحد ينكر تعقيدات الأوضاع في اليمن، لكن حسب  ما يتسرب من معلومات فإن الحوثيين وجماعة صالح هم أول من استخدموا الأطفال في نزاع اليمن، وهم المتهمون بالممارسات غير الإنسانية.
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ذو “شخصية ضعيفة مهزوزة ومسيسة”، مثلما يراها صديق إعلامي، يمكن التأثير فيها، وكنا نأمل مثلما كان الأمل يحدو ناشطين في العمل الإنساني  أن تتولى هذا المنصب سيدة لأول مرة، لعل الشفافية تزداد قليلا، لكن لم يتحقق هذا الأمل، ولم تتجفف قنوات الفساد في المنظمة الأممية.
الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الإسلاميون أعينهم على الرئاسة!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – لا إجابة محددة لدى أي عضو في مجلس …