موقع الأول نيوز الأخباري كن أول من يعلم
مقالات مشابهة
الأول نيوز – لا ندري من يضحك على الشعب الاردني أكثر، الحكومة أم النواب، ففي الساعات الماضية، وبعد أن وقع اكثر من 100 نائب مذكرة ضد القرارات الحكومية الاخيرة في رفع اسعار الكهرباء والمحروقات والخبز على الطريق، نشطت اللقاء ات الحكومية النيابية كان ابرزها الغداء الذي اقامه نائب رئيس الوزراء الدكتور ممدوح العبادي لحوالي 24 نائبا بحضور رئيس الوزراء واعضاء في الحكومة.
من يشاهد فيديو بثه موقع جفرا نيوز وتعليق رئيس الوزراء د.هاني الملقي اثناء خروجه من مجلس النواب بعد اجتماعه مع رئيسه ورؤساء اللجان النيابية لوقت متاخر بقوله ” راحت علينا صلاة العصر والمغرب ” ، فيما رد عليه نائبه ممدوح العبادي بـ ” راحت علينا النومة ” ! يعرف حجم الاهتمام بقضية معيشة الشعب الاردني.
وفي احاديث جانبيه مع نواب اثناء مغادرتهما لمجلس النواب قال العبادي انه اول مرة تحدث ان يكون هناك من يبحث عن دعم الشخص وليس السلعة ، لافتا بحديثه مع النواب ان 40 % من سكان الاردن ليسوا اردنيين !
وقال رئيس الوزراء في حديث مع النائب عبدالله عبيدات انه يعلم كل ما يدور في الاردن ولديه معلومات عن كل ما يدور اكثر من الشارع الاردني ذاته ، كما دعا الملقي ما تبقى من نواب الى العشاء بقوله ” تروحوا تكمّلوا على العشاء الدورة الثانية لسة ظايل ” شاكرا نائبه العبادي على وليمة الغداء التي اعدها .
وقرر رئيس اللجنة المالية النائب احمد الصفدي تأجيل اجتماع اللجنة الخاص بمناقشة الموازنة العامة وذلك لعدم وجود نصاب قانوني على حد زعمه.
وكان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة أمر اللجنة الاثنين بإستئناف اجتماعاتها بعد مذكرة نيابية.
وترجح مصادر ان اعضاء اللجنة المالية احتجوا على استئناف عقد الاجتماعات ما دفعهم لعدم الحضور بالتزامن مع رفض نيابي واسع للتفاهمات مع الحكومة والمعلنة على لسان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة..
ويشاع أن عدد من النواب سحبوا تواقيعهم من على المذكرة النيابية، لكن هذا لن يمنع وصول المذكرة الى مبتغاها كون العدد الموقع عليها كبيرا، ومهما انسحب من النواب فان الرقم يبقى مؤثرا.
ولن يتجرأ نائب بسحب توقيع عن المذكرة بشكل علني لان ذلك يحرقه امام ناخبيه، وامام الراي العام الغاضب اصلا من الاداء النيابي عموما، ولا يثق به ابدا.
انتهت مناورة مجلس النواب عند التصعيد مع الحكومة بسبب رفع الاسعار بحلول وسطية تراجعت الحكومة بموجبها عن رفع اسعار الكهرباء على ذوي الدخول المحدودة في اتفاق وصفه مراقبون بانه ”هزيل” وتضمن بعض التفاصيل بعد لقاء خاص بين رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وكان الراي العام قد تفاءل بموقف قوي لمجلس النواب بعد توقيع مذكرة من 100 نائب ترفض نقاش الموازنة المالية الى ان تتراجع الحكومة عن رفع اسعار الكهرباء قبل التشاور مع المجلس النيابي.
الخلاف كاد يؤدي الى ازمة بين السلطتين وبدا ان مجلس النواب يستعيد زمام المبادرة ويحد من تغول الحكومة على جيوب المواطنين على حد تعبير بيان للاخوان المسلمين محذرا الحكومة من الرهان على صبر الاردنيين المرهقين برفع الضرائب والاسعار.
لكن لقاء عمل بين هاني الملقي وعاطف الطراونة بعد غداء بضيافة الوزير الدكتور ممدوح العبادي اجهض التحرك النيابي عبر التفاهم على تراجع الحكومة عن قرار رفع اسعار الكهرباء لن يستهلك اقل من 160 كيلو واط من المواطنين.
الاتفاق لم يتطرق الى رفع اسعار المحروقات التي كانت الحكومة قد رفعتها فعلا ولا الى اطلاق موقع حكومي لآلية دعم النقد بدل الخبز.
وظهر الاتفاق بين الرئيسين وكأنه إحتواء للأزمة وحل وسطي توافق لا يمس بجوهر الخطط الحكومية ويمنح مجلس النواب فرصة لإظهار قدرته على التأثير في المجريات امام الراي العام.
ناشطون على وسائط التواصل وصفوا التفاهم بانه “هزيل” ولا يقدم للجمهور حتى حلولا وسطية ويؤدي الى صفقة تنزل النواب عن الشجرة وتخدم مشروع الميزانية في نهاية المطاف بعد نشاط خاص على صعيد”تبريد” جبهة الانفعال البرلمانية.
