أسامة الرنتيسي –
لا يحق للحزب الشيوعي الأردني مثلا أن يدّعي احتكار تمثيل التيار اليساري، كما لا يحق لحزبي البعث السوري والعراقي احتكار تمثيل التيار القومي، كما لا يحق لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل الإسلامي احتكار تمثيل الحركة الإسلامية.
شخصيا؛ وقبل أن يبدأ سيل الاتهامات، مع اي نشاط جماهيري لإدانة قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ومع مسيرة الجمعة التي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين، لكني لست مع دعوتها باسم الحركة الإسلامية، فهي عمليا ومنطقيا ليست الحركة الإسلامية.
لأن للتيار اليساري عناوين ومناصرين أوسع من تقليصه في حزب واحد، وكذلك الحال في التيار القومي، والأكثر شمولا في الحركة الإسلامية.
فعندما تدّعي جماعة الإخوان المسلمين تمثيل الحركة الإسلامية، فإنهم بهذا يلغون الأحزاب الأخرى كلها ، التي تعتنق الفكر الإسلامي في طروحاتها وبرامجها.
أليس حزب الوسط الإسلامي حزبا إسلاميا وجزءا من الحركة الإسلامية؟ وحزبا الشورى وزمزم، أليس حزب التحرير المحذور، جزءا من الحركة الإسلامية أليست التيارات السلفية بكل توجهاتها جزءا من الحركة الإسلامية أيضا؟
الخلاف بين أحزاب الهوية الواحدة، لا يعني أن يُسمح لأي حزب، كبيرا كان أم صغير العدد، أن يقوم بإقصاء الأحزاب الأخرى، فالجميع جزء من التيار العريض، إنْ كان يساريا أو قوميا أو إسلاميا.
في قمة الحيادية والتوازن ما يطرحه ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، في بياناته السياسية، و شعاراته المرفوعة في المسيرات، فالأحزاب الستة المتآلفة ترفع شعارا يمثل الائتلاف، ولا تزعم أنها تمثل التيارين اليساري والقومي، على عكس ما يفعله الإخوان المسلمون وحزبهم جبهة العمل، ففي كل بياناتهم وشعاراتهم وخطاباتهم، وحتى إعلاناتهم، يحتكرون تسمية “الحركة الإسلامية في الأردن” وكأنهم ممثلون للأحزاب والحركات الإسلامية الأخرى جميعها.
هذا السلوك ليس منزوعا عن طريقة تفكير جماعة الإخوان، وهي طريقة الإقصاء، واحتكار التمثيل، وهي تغمض الطرف فرحة عندما تخطئ وسائل الإعلام بمجملها، وتساعد جماعة الإخوان في تنفيذ هذا الاحتكار، لهذا أجدها مكانا لتصويب هذا الخطأ، وأدعو الزملاء في وسائل الإعلام والصحافة جميعهم أن يسموا الأشياء بمسمياتها، وألا ينجروا وراء التسمية التي تحبذها جماعة الإخوان المسلمين، وفي الأقل في المسيرة التي أعلنت الجماعة تنفيذها، وأطلقت عليها “إنما الاقصى عقيدة” أن تبقى الأخبار والأحداث والعناوين عليها، منسوبة فقط إلى جماعة الإخوان المسلمين، وليس الحركة الإسلامية، لأنه في الأقل هناك أحزاب إسلامية لم تشارك في هذه المسيرة، لا بشكل تنظيمي، ولا حتى شخصي.
نختلف مع جماعة الإخوان المسلمين في توجهاتهم، ام نتفق، فإن الخلاف معهم سياسي، وأيدولوجي، لكنه ليس خلافاً مع مفهوم الحركة الإسلامية، ومهما كان حجم الخلاف فإنه لا يعادل جزءا بسيطا من الخلاف بين أبناء الحركة الإسلامية ذاتها، فلم يحتمل التيار السلفي الجهادي يوما ما، معلومة أطلقها أحد قادة الإخوان عبر فضائية “رؤيا” فردَّ عليه، بجملة لا أستطيع أنا الذي يختلف مع توجهات الإخوان أن أطلقها في وجههم، وقال له ” عيب .. عيب .. عيب ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني”.
الدايم الله….
الوسومأسامة الرنتيسي الأول نيوز الاخوان المسلمين الاردن
شاهد أيضاً
الحل عطّل البلديات وخرّب الانتخابات
أسامة الرنتيسي – الأول نيوز – حتى الآن وبعد أن اقتربنا من انتهاء خمسة …