فيديو الملقي.. للاطمئنان أم للاستفزاز!

اسامة الرنتيسي –
 
الآن؛ وأنت تقرأ المقالة يكون رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على وشك الوصول الى نيويورك في رحلة علاجية نتمنى له الشفاء العاجل والصحة والعافية.
الملقي وجه عبر فيديو مصور رسالة للشعب الأردني خلال لقائه الإعلامي الدكتور هاني البدري على متن الطائرة المتوجهة الى نيويورك يطمئنهم فيها عن وضعه الصحي، مؤكدا أنه يتمتع بصحة جيدة وسيجري فحوصات طبية سريعة ويعود لخدمة الوطن.
وقال حرفيا “الأمور طيبة إن شاء الله ما في مشاكل، فحص بسيط إن شاء الله برجع لخدمتكم أنا أتمتع بخدمتكم وهذا الشىء الوحيد اللي مضايقني الآن أني رح ابعد عنكم وإن شاء الله برجع وبكون دائما في خدمتكم وخدمة سيدنا وخدمة الوطن”.
الفيديو الذي انتشر بشكل واسع لرئيس الوزراء أظهر بساطة الملقي، كما أظهر بساطة الخبرة السياسية والإعلامية ومخاطبة المواطنين.
لم يستغل الملقي اللحظة العاطفية ويطلب من الأردنيين الدعاء له بالشفاء في رحلة العلاج، وهذه لغة تأثيرها كبير في نفوس الأردنيين الطيبين، وقد يتجاوز كثير من الغاضبين  غضبهم من الملقي والحكومة.
كما جاءت كلمات الملقي عن خدمة الأردنيين وكأنه يزيد من استفزازهم، خاصة عندما ضحك وقال إنه “أتمتع بخدمتكم” ولم يقل أستمتع كما نشرت مواقع نقلت الفيديو، وأتمتع يعني أتلذذ، ولا اريد أن اتهم الملقي بالسادية لبساطته، لكن العبارة تشي بذلك.
أما أن يقول الملقي إنه مسافر لإجراء فحص بسيط (وأتمنى أن يكون بسيطا) فإنه بذلك يستهتر بالطاقات الطبية الأردنية كلها، والمختبرات المتخصصة التي لم تستطع أن تجري لدولته هذا الفحص البسيط.
وما دام الفحص بسيطا، لما يغادر الملقي في هذه اللحظات الصعبة، وأمامه مذكرة حجب ثقة موقعة من 23 نائبا، كما يواجه احتجاجات في الشارع تطالب بإقالة الحكومة.
بالمجمل؛ الفيديو يكشف بساطة الملقي والعبقرية التي يتمتع بها الفريق الاستشاري حوله، خاصة عندما يعلن أن رحلة الملقي العلاجية على حسابه الشخصي، لا على حساب الدولة الأردنية، هكذا بسذاجة يريدون لنا أن نصدق هذه الرواية. وما العيب في أن تكون رحلة الرئيس العلاجية على حساب الدولة.
يوميا؛ يثبت دولة رئيس الوزراء، أنه رجل بسيط، غير محنك سياسيا وشعبيا وإعلاميا، وليس خبيثا في مخاطبة المواطنين ولا النواب.
تذكرون كيف رد الملقي على نائب تمنى عليه أن يخفف الضرائب على الأردنيين المسخمين، باستنكاره الشديد وجود أردنيين مسخمين، ولم يلتقط اللحظة ويتباكى على فقراء الأردن وإن قراراته في مصالحهم.
صمت على كل انتقادات النواب، ولم يستفزه سوى الاقتراب من راتب نجله في الملكية، فانتفض غاضبا.
لم ولن اتوقف يوما عن انتقاد الملقي والحكومة، لكن أعترف أنه لم تسجل عليه قضية فساد، وأنه رجل طيب، بسيط، لكنه نزق، يحمر وجهه بسرعة لحظة الغضب على عكس السياسيين المتمسحين، وفي لحظات التجلي الشعبي يتحدث عن السردين والبلوبيف.
الدايم الله….
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

لنطرد الداعشي الصغير من دواخلنا

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – ما نشاهده في سورية الجديدة وكذلك التدخل الصهيوني …