ريم أحمد الحوراني
لدينا ذكاء صعب وقاس، أصبحنا نفكر فقط ولا نشعر، هنا تكمن مأساتُنا تذاكينا اللّامحدود، واعتقادنا أن مَن حولنا لن يفكروا بتلك الطريقة نفسها، أصبح كل شيء يقاس بذلك الذكاء، لم يعد للقلب مكانٌ بيننا، فلا وقت لدينا لهذه التفاهات، أصبحت هناك أولويات؛ أولها أن نحيا بأمان!
أصبح الأمان والحياة هما ما نخاف عليه من شدة انحدار الانسانية بِنَا، أصبحنا نطالب بأقل ما يمكن؛ أنا فقط أريد أن أتنفّس!
لا تستبيحوا دمي ودم أطفالي، أرجوكم، مِن ثم يَردّون علينا بتهكم، ويقولون: مَن أنت لتطلب؟! فلا تتحدث عن المشاعر ولا حتى عن الأخلاق، انا نفسي لم أعد أعلم أين ضاعت كل تلك المبادئ ..
عندي اعتراف، ولقد خجلت من نفسي وانا اكتبه، كنت أقلّب موقع التواصل الاجتماعي، فمررت بصور الأطفال الذين يختنقون ويتعذبون، دعوت لهم وقلبت تلك الصفحات …
لقد أصبحت المجازر مناظر اعتدنا عليها وألِفْناها!! أصبحنا نتعايش مع الأوجاع والقهر، لنصحو في اليوم الثاني كأن شيئا لم يكن، نضحك ونبدأ يومًا جديدًا نموت وجعًا للحظة، مِن ثم نُتابع شهيق زفير، ونحيا مجددًا، أصبحت تلك البشاعة والانحطاط جزءًا من أخبارنا اليومية، وماذا نستطيع أن نفعل؟؟ عندما يصبح كل شيء سهلًا ونجد تلك المبررات لأي فعل مهما ساءت عواقبه مَن سيُنجدنا مِن أنفسنا؟ الى أين سنصل بالنهاية إن كنّا نتحدث عمّا يحدث حولنا، ونرى الكل يتحدث بالموضوع نفسه متألمين، ولكن صلاحية ذلك الألم هو يوم واحد فقط! ثم ننساه في اليوم التالي كأن شيئًا لم يكن، ما أسمّيه فقدان ذاكرة، وما بأيدينا ان نفعل؟ أصبحنا نحيا بانتظار الموت!.
الوسومالأول الاردن ريم الحوراني