أسعد خليفه –
إنحطاط الحال العربي عبر الزمن كان وما يزال هو المنتج لكل التنازلات عن المطلوب وكل التراجعات إلى الأقل والأسوأ فيما يخص فلسطين وشعبها .. فبالإضافة إلى كل ما فات من التفريط بفلسطين وحقوق أهلها والمجيء بإسرائيل للإقامة في بيتنا العربي هانئة آمنة فإنه ومنذ كامب ديفيد واتفاقات أوسلو أعطي لإسرائيل من جميع الأطراف دون استثناء الحق في السيادة على فلسطين والحق في حرية القرار بالتصرف الكامل بكل ذرة تراب في فلسطين باستثناء العشرين بالمئة التي منحتها إسرائيل كإدارة مدنية محلية للسلطة الوطنية الفلسطينية وإن كل ما قيل من الزاوية العربية بخصوص مدينة القدس و عاصمة إسرائيل تمت الإشارة إليه من قبل العرب فقط واعتبر موضوعاً معلقاً ومنظوراً للمستقبل الذي ليس لهم القرار في كيف سيكون عليه الحال فيه .. إسرائيل بالنسبة لليهود مشروع توراتي وليس سياسياً وليس قابلاً للتفاهم أو النقاش و اليهودي بالنسبة لكل العالم هو شيطان الأرض الذي خبروا إيذاءه ويتجنبون شروره بكل الوسائل وهم يجمعون على أن بقاءه في فلسطين هو خير وسيلة لتجنب شروره ..
إن الكثير مما كان مرفوضاً وغيرَ مقبول حتى التلميح إليه في حوار العربي مع العربي بشكل مباشر أو من خلال الإعلام لم يعد خبراً عاجلاً ولا حتى ساخنا بل يسمع ونحن منشغولون بأمور حياتية عادية وهو يمر عادياً وحتى ناعماً كذلك في الأغاني والأفلام وفي الدعاء عليهم ..
إن صفقة القرن من بطولة النجم العالمي ترامب الذي يتنافس مع من سبقه ومن سيأتي من بعده في القدرة على تنفيذ إبداعاته وأفكاره الخلاقة لصالح شعبه بأي عدد من الضحايا في أي مكان من العالم .. إن هذه الصفقة والتي تعيش إسرائيل فرحة الاستعداد لاستقبالها وإعلانها وتأييد دول عربية لها هي كذلك منتج آخر لانحطاط الحال العربي بعد أن عبثوا بفصوله ومحصوله ..
إلا أننا مسكونون بالأمل .. محكومون بالعمل فيما سيأتي به القادم واللاحق .. فما لا تدركه إسرائيل هو أن كل محاولاتها لتقبّل العرب لها أو ما تطلق عليه هي قبل غيرها التطبيع ولديها إدارات رسمية خاصة لخلقه ومقاومة مقاومته مشروع فشل فشلاً ذريعاً وسيتكرر فشله دائماً فحتى سفاراتها والتي يمكن اعتبارها أكثر الشواهد صراحة على الاعتراف بالآخر والتي أنشئت في عواصم عربية لم تعد قائمة بالشروط المتعارف عليها دبلوماسياً وقانونياً ..
وأنه يستحيل أن يحصل العالم بكل ما يمتلكه من قوة على إجماع عربي على التخلي عن فلسطين الأرض والشعب معاً حتى من الدول التي لم تَعْتَدِ عليها إسرائيل بأي شكل من الأشكال فهي وإن اختلفت في أي أمر آخر فإنها تلتقي مع غيرها على ( التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل ).
الوسومأسعد خليفة الأول نيوز فلسطين
شاهد أيضاً
سوريا تضبط 100 ألف حبة كبتاغون كانت معدّة للتهريب إلى الأردن
الأول نيوز – تمكنت إدارة مكافحة المخدرات السورية من ضبط 100 ألف حبة كبتاغون على …