حفل إطلاق “حواجز عابرة” للفنان أيمن زيدان في رواق البلقاء: عندما اجتمع الصوت والنص والصورة

الأول نيوز – برعاية كريمة من دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة، استضاف رواق البلقاء مساء الأحد، الثاني من حزيران 2024، فعالية إطلاق كتاب “حواجز عابرة” للفنان والكاتب السوري أيمن زيدان. جاءت الأمسية بتنظيم دقيق، وفي أجواء ثقافية حضرها سفراء، فنانون، مثقفون، ووجوه بارزة من المشهد الفني الأردني والعربي. لم يكن الحدث مجرد توقيع كتاب، بل مناسبة ثقافية متكاملة التقت فيها التجارب الإبداعية النصية، البصرية، والموسيقية في تناغم لافت.

قدّمت الحفل الفنانة الدكتورة مارغو حداد بكلمة دافئة، تحدثت فيها عن شخصية زيدان، واصفةً إياه بأنه لم يكن عابرًا في أي من أعماله، بل فنانًا ساهم في تشكيل وعي جيل كامل من خلال أدواره ومسيرته الطويلة. اعتبرت مارغو أن المجموعة القصصية ليست مجرد عمل أدبي، بل امتداد لمسيرة فنية بدأت على الشاشة، وتُستكمل اليوم على الورق، بصوت ناضج وتجربة مكتملة.

رافق الأمسية عزف موسيقي حي للفنان طارق الناصر، الذي أدى مقطوعات على آلة البيانو فقط. جاء عزفه منسجمًا مع روح النصوص، مسترجعًا بالصوت المجرد الملامح النفسية التي ميّزت أعماله السابقة في الدراما، خصوصًا تلك التي جمعته بأيمن زيدان، مثل “نهاية رجل شجاع” و*“إخوة التراب”*. لم يكن العزف عنصرًا مكملاً، بل مساهمة فنية أساسية أضافت نبرة وجدانية وصلت إلى الحضور دون حاجة إلى الكلمات.

على جدران الرواق، عُرضت أعمال الفنان التشكيلي فادي داوود، الذي شارك برسوماته المرافقة لنصوص الكتاب. لم تكن هذه الأعمال تزيينًا بصريًا، بل عنصرًا تعبيريًا متكاملًا مع النص. استخدم داوود لغة لونية داكنة، وأشكالًا بشرية غير مكتملة، ليعكس الحالات النفسية المتعددة التي عبّر عنها زيدان: الغياب، الوحدة، الصقيع الداخلي، والحنين المكبوت. العلاقة بين اللوحة والنص لم تكن توضيحية، بل تفاعلية، تعكس العاطفة وتعيد إنتاجها بلغة بصرية موازية.

تتألف المجموعة من نصوص قصيرة، أقرب إلى المشاهد الشعورية منها إلى القصة التقليدية. لا تسير النصوص وفق خط زمني واضح، ولا تعتمد على حبكة كلاسيكية، بل تنطلق من موقف داخلي، وتبني حوله مساحة من التأمل والسرد الذاتي. الشخصيات في معظمها غائبة أو منكسرة، لكنها حاضرة بقوة في الذاكرة والوجدان. لا يظهر الوطن في النصوص ككيان سياسي، بل كإحساس ممزق مرتبط بالفقد، والحرب، والحنين المستحيل.

يكتب أيمن زيدان من مساحة ذاتية جدًا، لكنه يقدّم تجربته بلغة يستطيع القارئ أن يرى فيها صورته الخاصة. النصوص مشحونة شعوريًا، مكثفة، وصادقة. تعتمد على تكرار ثيمات كبرى مثل: الخسارة، الرسائل غير المرسلة، الغياب، الكراسي الفارغة، والمنازل التي لم يعُد إليها أحد.

في ختام الحفل، تم تكريم الفنان أيمن زيدان، والموسيقار طارق الناصر، والفنانة مارغو حداد، تقديرًا لإسهامهم الثقافي والفني، واحتفاءً بتجربة “حواجز عابرة” كمشروع إبداعي شامل يجمع الكلمة، الصورة، والموسيقى

عن Alaa

شاهد أيضاً

سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ

الأول نيوز – أكد المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي أن المهرجان بنسخته التاسعة والثلاثين …