الثلاثاء , أبريل 16 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

Nebraska …أروع مشاهد الحب الابوي

 

جمانة الجلاد –

الأول نيوز – لمن لم يشاهد هذا الفيلم الإنساني الرائع .. نبراسكا .. إن قصته تُجسد أروع مشاهد الحب الأبوي .. أب كهل يشتري ورقة ( lottery ) يا نصيب ، فتربح هذه الورقة ، يقوم على الفور بالاتصال بولديه اللذين  يقيمان في ولايات ثانية ، يأتيان إليه، يطلب منهما أن يأخذاه الى مكتب اليانصيب الذي يبعد كيلومترات كثيرة ، حيث سيأخد المبلغ الضخم الذي (اعتقد) أنه قد ربحه ، الولدان يعلمان أنه لم يربح شيئا،  لكنهما بحبهما لوالدهما لا يريدان تكدير صفو خاطره بعد هذا العمر ، فهو كهل ومريض بمرض الزهايمر ، فهو  والدهما،  الذي بفضله وتعبه وصلا لما وصلا إليه في هذه الحياة من نجاحات .. يتوجه الأب رفقة ولديه إلى مكتب اليانصيب ، الموظفه هناك تخبر الولدين أن الرقم الأخير غير مطابق وأنه لم يربح شيئا،  بينما هما يعلمان ذلك ..  لكن الموظفة ستعطيه جائزة ترضية ، فاختار الأب طاقية من بين الجوائز البسيطة ، اختارها لأنها مكتوب عليها كلمة (winner) الرابح …

 في الطريق الطويل سأله ولداه لِمَ أردت يا أبي ان تربح هذه الجائزة بعد هذا العمر ؟ أجاب الأب بكل حُب أبوي خالص ؛ حتى أترك هذا المال لكما من بعدي .. سألاه ألم تطمح بشيء لنفسك ؟ أجاب ؛ أنا فقط أريد سيارة بك أب و مولد كهرباء لحقلي ، تتوالى الأحداث في الفيلم ويمرون بولايات عديدة و يقابل الأب أصدقاء قدامى يحدثهم أنه ربح اليانصيب (فهو مصاب بالزهايمر)..و في طريق سفرهم يتوقف الولدان عند معرض للسيارات يقومان بشراء سيارة لوالدهم تلك البك أب التي يحلم بها واشتريا له مولد الكهرباء ووضعاه في صندوق السيارة ، لم يسمحا له بالسواقة لأنه  كبير ومريض ، لكن عندما وصلوا الى مدينة الأب ، هناك نزل الابن وقال لوالده الآن دورك في السواقة يا والدي ، وضع الأب طاقيته التي تحمل كلمة (winner) وساق سيارته الجديدة التي تحمل مولد الكهرباء في صندوقها .. وكله فخر وزهو وامتنان .. و أنه لم يخرف ولم يكبر وانه فعلا ربح اليانصيب وأنه لم يكن يتخيل ..

ما أجمل هذا الأب وابنيه … قصة تحمل أروع معاني الحب والوفاء والعرفان بالجميل .. برّوا آباءكم وأمهاتكم فإن الله قد أوصانا بهم خيرا. مهما قدمّنا لهم نحن لن نوفيهم حقّهم … فنحن مهما كبرنا نبقى أطفالا بأعينهم.. و يبقى بيتهم اسمه بيتنا .. ذلك البيت الدافئ ، صغيرا كان أم كبيرا هو في أعيننا قصرنا وأماننا ، ذلك البيت ذو الجدران الحنونة، البيت الذي ندخله ونفتح كل خزانة في مطبخه لأننا  نعرف مكان  الملاعق و الأطباق وأغراض أمي التي تصّر على الاحتفاظ بها برغم عدم حاجتها لها ، في هذا البيت قام أبي بشراء أرجيلتين لي ولأختي برغم حرص أمي على نظافة ستائرها وسجادها ، ولكن انبساطنا عندها هو جُلّ اهتمامها وأن نكون موجدين عندهما لأطول ساعات ممكنة ، هو  أغلى  عندها بكثير من أثاثها مع انه جديد .. ذلك البيت الذي نرجع منه محملّين بأطايب الأكل ، وأبي الذي يصّر عند مغادرتي منزلهم أن يظل واقفا في الشارع حتى يتأكد أن سيارتي قد اختفت عن ناظريه ، بعد أن يكون قد وضع المال في جيبي كأنني ما زلت تلك الطالبة الصغيرة التي تنتظر باص المدرسة فيعطِني مصروفي ، وهو لا يزال للآن يهذّب لي خصلات شعري ويخبرني في كل يوم  بأنني أجمل نساء الأرض .. ما أجملهم آباؤنا .. و نحن مهما قدمّنا لهم  سنبقى دائما مقصّرين  .. 

قال الله تبارك وتعالى:

“واخفضْ لهما جناحَ  الذّل من الرحمةِ  وقلْ  ربّي  ارحمهما كما ربياني صغيرا”

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

شادي ابو راشد…ايضا..” ضربة معلم” ياموسى!

الأول نيوز – لااخفيكم بأني لازالت مكتئب…”وعادة ولأسباب عديدة تصيب روحي سهام الحزن والعجز والغضب…وبعض …