أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ليقتنع الفرقاء في إسرائيل جميعهم من اليمين ويمين اليمين، ومِنْ نتنياهو إلى غفير وما حولهما، وليقتنع محمود عباس وجماعته، وليقتنع العرب – خاصة الحالمون منهم بالتطبيع – أن الشعب الفلسطيني، خاصة من بقي على أرضه في الضفة الفلسطينية والقدس وغزة والأرض المحتلة في 1948، بأنهم لن يستسلموا للمشروع الصهيوني مهما جرى من أحوال وأهوال، ولو كان عدد الشهداء بالمئات، والأسرى بالآلاف، والضحايا وما بينهم الشعب كله.
هذه ليست نظرية من عندي، هذا ما تقوله يوميات الشعب الفلسطيني في كل مدنه وقراه ومخيماته، وما يفعله شبابه من إبداعات في وسائل الاشتباك مع العدو الصهيوني مهما وصل جبروته وبشاعة قوات الاحتلال وممارساتها.
منذ بداية العام الحالي، استشهد 80 فلسطينيا منهم 15 طفلا وسيدة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
شعب قدم 100 ألف شهيد، ارتقوا منذ النكبة هل يمكن أن يساوم يوما على حقوقه الوطنية.
صحيح أن السلطة الفلسطينية وقيادتها لا تشبه أبدا الشعب الفلسطيني ولا طموحاته، وأصبحت حملا ثقيلا عليه لا تختلف كثيرا عن قوات الاحتلال.
لقد “كلّحت” السلطة وأجهزتها بحيث وصل بها الحال إلى الاعتداء على جنازة الشهيد عبدالفتاح خروشة.
ما هو المطلوب من الفلسطينيين أن يفعلوه أكثر من ذلك، في ظل سلطة أصبح حلها أفضل بكثير من بقائها، وحال الفصائل الفلسطينية كلها ليس أفضل بكثير.
منذ سنوات والفلسطينيون يدفنون رؤوسهم في الرمال، ويتواطؤون مع الخراب، وأصبح الحديث عن الدولة المستقلة كذبة، والقدس تختفي معالمها العربية، ويزحف الاستيطان على الأرض ليحاصر بقايا المدن والقرى.
محمود عباس يقاتل على جبهات شخصية، وحماس مصرّة على مناكفة عباس، وتعمل على الجبهات كلها للوصول إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
المطلوب ـ بكل تواضع ـ هو دفع الأمور نحو المزيد من التأزيم. ودفع الأمور نحو حافة الانفجار، حتى لا تذهب دماء الشهداء الذين يسقطون يوميا بالمجان.
الخطوة الأولى هي الإعلان بوضوح أن أي مفاوضات مع الكيان المحتل عبثية، وشكلت ستارا لمواصلة الأعمال الإسرائيلية العدوانية.
والثانية هي وقف التنسيق الأمني فعليا وفورا مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن استمراره في هذه الظروف لا يمكن وصفه بأقل من خيانة لطموحات الشعب الفلسطيني وأحلامه ودماء الشهداء.
والثالثة هي وقف حركة حماس لكل خطوط الاتصالات السرية مع الإسرائيليين عبر مفاوضين ألمان وغيرهم.
والرابعة هي تجديد حالة الاشتباك السياسي مع المشروع الصهيوني من جذوره وإعلان وفاة اتفاقات أوسلو رسميًا، التي لا يعترف بها الكيان الصهيوني أصلًا.
وخامسا هو النضال الفلسطيني في الخارج من خلال ترجمة إعلان دولة فلسطين على الأرض حكومة وبرلمانا وتمثيلا خارجيا.
والخطوة السادسة والأهم هي العودة إلى الشارع الفلسطيني ومصارحته ومكاشفته بالحقائق، والخلاص من الانقسام والتشرذم والفصائلية التي تجاوزتها أوجاع الشعب الفلسطيني.
ماذا تبقى لبقايا القيادات والفصائل الفلسطينية حتى تستمر الخلافات، لا بل وتزداد اتساعا يوما بعد يوم، وقد تحولت إلى خلافات شخصية، أكثر منها وطنية.؟!
الدايم الله….