الثلاثاء , أبريل 30 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

لم يُغيِّرْنا الوباء ولا مجازر غزة !

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – فِعلًا؛ نحن أمة وشعوب تَمْسَحَت “لبست جلود التماسيح”، فلم يُغيِّرْنا وباء كورونا الذي حبسنا سنتين  بإغْلاقات وحظر وتكميم لأَفواهِنا وأنوفِنا، فكيف ستُغيّرنا مشاهد مجازر وإبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.

إنتهى الوباء وعادت حياتنا إلى طبيعتها السابقة، ولم تتغير سلوكاتنا في أي محور من محاور الحياة، وبعد أكثر من خمسة أشهر على المذبحة المستمرة، والدم الذي يتدفق من شاشات الفضائيات لأطفال ونساء ومسنّين ضحايا العدوان المستمر لم تتغير حياتنا وبقي سلوكنا مثلما هو قبل العدوان الهمجي.

نتحرى هلال رمضان لنصوم الاثنين أو الثلاثاء، وأكثر من مليوني غزي من شعبنا الفلسطيني صائمين منذ خمسة أشهر، لا يجدون شيئا من طعام وشراب  لفطورهم وسحورهم، ونشاهد بأم أعيننا أطفال غزة وهم يبحثون عن دقيق مخلوط  بالتراب، أو يطحنون علف الدواب من أجل تحويله إلى رغيف خبز.

نحزن ونبكي على أطفال يحملون طناجر فارغة إلا من الهواء يبحثون عن محسن يوزع أو جهة توزع ما يجودون به من طعام لا يكفي عُشْر المحتاجين، فيعود الأطفال مكسوري الخاطر فضلا عن الجوع الذي أكل أجسادهم.

مشاهد الجوعى يطاردون قرب شاطىء غزة المساعدات التي تهبط عليهم من الانزالات تحرق القلب، إلى هذا الحال وصلت الاوضاع بشعب غزة كريم النفس وأصيل الروح.

نتزاحم على المولات لتأمين  متطلبات الشهر الفضيل خوفا من أن ينقص علينا شيء مما لذ وطاب، وفي  الوقت نفسه نردد بالصوت العالي “لقمةٌ في فم جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله ساجدا وراكعا، وخير ممن جاهد  بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، فيــــــا بشرى لمن أطعم الجائع”.

ليس رمضان فقط، فحتى حياتنا اليومية لم يطرأ عليها تغيير في سلوكنا ولم تفعل فينا جرائم غزة ومذابحها ولا 100 ألف ضحية بين شهيد وجريح ومصاب وتحت الأنقاض، فقد احتفل كثيرون باليوم العالمي للمرأة، وكأن العالم لم يتغير في الخمسة أشهر الأخيرة.

صحيح كثيرون قالوا إن الاحتفال فقط يليق بالمرأة الغَزِّية، لكن هناك أحزاب يسارية وزعت الورد على نساء الحزب في يوم المرأة وكأن شيئا لم يتغير في الحياة والسلوك والوجع، كما احتفل حزب إسلامي بطريقته الخاصة وقال زعيمه: ” إن يوم المرأة العالمي، ليس مجرد احتفال تكريمي، بل مناسبة عالمية لمناقشة واستعراض الإنجازات التي تحققت للمرأة”.

طبعا، لم تغير الخمسة أشهر ولا المذابح أهل الدم، فقد حج  10 فصائل فلسطينية إلى موسكو من أجل توحيد الدم والموقف الفلسطيني وصولا إلى مصالحة، فرجعوا إلى شعبهم ببيان هزيل يدرسون فيه تطورات ما يحدث على الساحة الفلسطينية.

مهما تَمْسَحَت الأمم والشعوب، ومهما كان فعل التغيير ضعيفا، فإن ما بعد العدوان والإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة ليس كما قبله شاء من شاء وأبى من أبى، ويا رب رحمتك….

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

صورة المرحوم لحظة الدفن!

أسامة الرنتيسي –   الأَولُ نيوز – تُشاهِدُ بعض الصور الخاصة منشورة في وسائل التواصل …