الخميس , مايو 16 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

حركة القوميين العرب .. البداية والنهاية

 الاول نيوز – أحمد صبري
كاتب عراقي

فتح أستاذ القانون الدولي الدكتور عامر الدليمي الباب أمام قراءة صفحات مطوية من مَسيرة ودَوْر حركة القوميين العرب خلال ظهور التيار القومي العربي عمومًا، وأبرز محطَّاتها على صعيد حركة النضال القومي وما شهدته خلال المدِّ العروبي في تلك الحقبة المليئة بالمتغيِّرات كعنوان للنهضة العربية الشاملة.

 

وتنبع أهمية شهادة الدليمي التي دونها في كتابه الموسوم (حركة القوميين العرب) من فلسفتها في العمل السياسي والتنظيمي (تاريخها وهُوِيَّتها ومصيرها) الذي صدر في عمَّان قبل أيام من كونها محاولة لرصدِ مسار هذا الفصيل القومي، وأبرز قادتها وأسباب تراجع دَوْرها والخلافات السياسية والفكرية التي أدَّت إلى انكفاء دَوْرها القومي في الساحة العربية.

 

مرَّت حركة القوميين العرب ـ كما يوضح المؤلِّف ـ بمراحل متعدِّدة قَبل التأسيس والإعلان الرسمي لها في بيروت عام 1951، وظهرت بدايةً من مجاميع طلابية تنادي بالثورة ضدَّ «إسرائيل» لغايةِ الإعلان الرسمي للحركة وأهدافها (وحدة تحرر ثأر وأبرز رموز الحركة وقادتها في مرحلة التأسيس) جورج حبش وأحمد الخطيب، وحامد الجبوري، ووديع حداد، وصلاح الدين صلاح، وهاني الهندي وصالح شبل وبعدهما نايف حواتمة وتيسير قبعة وسلام أحمد وباسل الكبيسي وعبد الإله النصراوي وقحطان الشَّعبي ومحسن إبراهيم، فيما كان قسطنطين زريق الأب الروحي لحركة القوميين العرب.

 

وتعرضت الحركة إلى عدَّة انشقاقات تباينت فيها الطروحات الفكرية؛ جرَّاء تأثرها بالأوضاع القُطرية والعربية وارتداداتها على الحركة، ممَّا أدَّى إلى خروج عددٍ من قادتها وتأسيس أجزاء قُطرية، لا سيما تأسيس الجبهة الشَّعبية لِتَحريرِ فلسطين بقيادة جورج حبش، انشقَّ عنها نايف حواتمة فأسَّس الجبهة الديمقراطية لِتَحريرِ فلسطين.

 

وحتى لا نغالي بالوصف إذا قُلنا: فإنَّ الرؤى الفكرية والسياسية، وبروز نهج مغاير لِنَهجِ المعتدلين داخل القيادة المركزية لِلحَركةِ حرَّك المياه الراكدة؛ جرَّاء المعطيات الجديدة في مسار العمل القومي العربي، وضرورة تبنِّي موقف منها أدَّى كُلُّ ذلك إلى تصدُّعات بعد أن تخلَّت القيادة المركزية لِلحَركةِ عن اسمها التاريخي، وأنهت عملها القومي وأعطت صلاحيات العمل السياسي لمنظَّماتها القُطرية أدَّت إلى تبنِّي بعض منظَّماتها الأفكار الماركسية وتخلِّيها عن الفكر القومي لِلحَركةِ، الأمر الذي أدَّى إلى انشقاق في داخل المنظَّمات القُطرية لِلحَركةِ؛ بسبب هذا المفهوم الجديد لِفكرِ ورؤى المُنادين به.

 

وشهدت التطوُّرات السياسية التي عصفت بالمنطقة جرَّاء نكسة يونيوـ حزيران فكَّ عُرى العلاقة بين عبد الناصر والحركة بعد ارتدادات ما جرى في الخامس من يونيو ـ حزيران 1967 وتحميله مسؤولية ما جرى، وهو الأمر ـ كما يوضح المؤلِّف ـ أدَّى إلى رفض التيار الناصري داخل المنظَّمات القُطرية لهذا الموقف، وعدُّوه خروجًا عن نهج الموقف من عبد الناصر، وضرورة دعم مصر في مواجهة ارتدادات نكسة يونيو ـ حزيران.

 

وتبقى شهادة الدليمي واحدة من أهمِّ الشهادات بعد شهادة (محمد جمال بارود)، التي سلَّطت الضَّوء على دَوْر ومسار حركة القوميين العرب في مَسيرة النضال القومي العربي وصفحاتها منذ التأسيس إلى طيِّ آخر صفحاتها، جديرةً بالتوقف عند دلالاتها السياسية والفكرية وما قدَّمته ستكُونُ علامةً بارزة ومضيئة في الحياة السياسية؛ باعتبارها كانت إضافة ومعينًا للمتطلِّعين لِغَدٍ أفضل عنوانه وحدة الأُمَّة والتمسُّك بثوابت العمل العربي رغم تداعيات غزو العراق واحتلاله، واستمرار الحرب الصهيونية العدوانية على شَعبنا الصَّامد في غزَّة.
عن ( الوطن )

 

عن Alaa

شاهد أيضاً

تراجعات، أم إخفاءات؟

الاول نيوز –  د. ذوقان عبيدات ​في المغالطات المنطقية، مغالطة الكل والجزء، حيث يحكَم على …