الأول نيوز – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونائب المستشار الاتحادي وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل، في لقاء جمعهما اليوم الاثنين في عمان، أن المملكة وألمانيا ستستمران في اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتطوير علاقاتهما المتميزة، ولزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية.
واتفق الوزيران خلال محادثات أجرياها في وزارة الخارجية خلال زيارة الوزير الألماني الأولى للمملكة منذ تسلمه مهام وزارة الخارجية، على استمرار التنسيق والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وبحث الوزيران الأوضاع الإقليمية بخصوص الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والأزمة السورية، والحرب على الإرهاب الذي اتفقا أنه خطر مشترك لا بد من هزيمته في كل ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال الوزيران إنهما اتفقا على مركزية القضية الفلسطينية وعلى ضرورة إنهاء الجمود في العملية السلمية، مثلما اتفقا أيضا على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية وزيادة التعاون الدولي لهزيمة الارهاب وعصاباته.
وقال الصفدي في المؤتمر ان العلاقات الاردنية الالمانية علاقات متميزة وممتدة منذ عقود، معربا عن تقديره لدعم المانيا المتواصل للمملكة خاصة في المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية، وفي تلبية احتياجات اللاجئين، ومجالات التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين.
وأشار الصفدي أن الاردن وكما يؤكد جلالة الملك يعتبر ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو اساس التوتر وأن حله وفق حل الدولتين هو شرط لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان هناك ثمة غياب للأفق السياسي على مدى سنوات وجمود غير مقبول في الجهود السلمية.
واكد على ان هذا يؤدي الى تعظيم بيئة اليأس التي تدفع باتجاه فقدان الامل التي يستغلها الارهابيون لبث ظلاليتهم وبث ارهابهم. وعليه فلا بد من ايجاد افق سياسي عبر اعادة اطلاق مفاوضات مباشرة وجادة، باتجاه حل الصراع على اساس حل الدولتين، الذي يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل .
وأشار الصفدي الى ان القمة العربية التي استضافها الاردن مؤخرا انتهت برسالة سلام اكد العرب من خلالها بان السلام هو خيار استراتيجي، واعادوا بها اطلاق مبادرة السلام العربية. المبادرة التي تعتبر الطرح الاكثر شمولا والاكثر قدرة على ايجاد مصالحة تاريخية تقوم على انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية التي احتلتها منذ الرابع من حزيران عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية، مقابل اعتراف عربي وعلاقات طبيعية لاسرائيل مع جميع الدول التي تتبنى هذه المبادرة وتؤمن بها. واكد بهذا الخصوص تقديره للدور الذي تقوم به المانيا والاتحاد الاوروبي في دعم جهود التسوية السلمية .
وزاد “اننا نعول على هذا الدور ونحترم التزام الرئيس الامريكي دونالد ترمب بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرا بهذا الصدد الى لقاء القمة الذي جمع جلالة الملك بالرئيس الامريكي مؤخرا، حيث أكد الرئيس الامريكي انه يريد التوصل الى حل سلمي والى تحقيق السلام .
وفي رد على سؤال حول الازمة السورية، قال الصفدي ان المعظم يريد حلا سلميا للازمة لا حلا عسكريا، مع التأكيد على وجوب الحوار مع روسيا بهذا الخصوص والتي تقوم بدور هام في التعامل مع الازمة السورية، ومتواجدة في محادثات جنيف وتقود محادثات استانا التي يدعمها الاردن كوسيلة يمكن من خلالها تحقيق وقف شامل لاطلاق النار.
وعبر عن القناعة بان استمرار الصراع ضحيته الشعب السوري الذي يعتبر الاردن ان حمايته وحماية حقوقه في العيش بحرية وكرامة بوطنه حقا وشرطا اخر لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويجب ان يكون تحقيق حق الشعب السوري في الحياة الآمنة الكريمة هو المنطلق الذي يجب ان يسعى اليه كل من ينخرط بحل هذا الصراع. حيث اكد الصفدي في هذا الاطار ان الحل السلمي للازمة السورية يتطلب حوارا امريكيا روسيا اوروبيا عربيا، مشيرا الى أن ثمة مصالح روسية مشروعة لا بد ان تحترم.
وفي رد لوزير الخارجية وشؤون المغتربين على سؤال حول ما سيتبع الموصل والرقة، أجاب الصفدي بانه لا من تحقيق انتصار عسكري على داعش وهذا الانتصار كفيل بانهاء الخطر الآني الذي يمثله هؤلاء الارهابيون وهذه العصابات. لكنه اكد على ان الحل في النهاية هو حل سياسي فكري اجتماعي اقتصادي والتحدي الحقيقي هو تحدي بناء الدولة الوطنية وبناء العدالة والاستقرار. فلا بد بعد الموصل وبعد الرقة من ايجاد ظروف سياسية، توفر الحياة الامنة الكريمة لكل مكونات هذه المجتمعات، ليشعر كل مواطن انه جزء من وطنه وانه يحظى بحقوقه وانه يعيش في هذا الوطن على اساس المواطنة وضمن شراكة حقيقية تحفظ حقوقه.
من جانبه، قال نائب الرئيس الاتحادي وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل ان العلاقات الاردنية الالمانية علاقات عميقة على مختلف المستويات السياسية والشعبية، مشيرا الى الاهتمام الكبير والتقدير العالي الذي يحظى به جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك رانيا العبدالله في المانيا. كما عبر عن تقديره للدور الاردني المحوري بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الالماني التزام بلاده بدعم الاردن في مواجهة التطورات التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها عليه بما فيها استقباله اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، مشيرا في هذا الصدد الى “اننا نخجل مما نقدم مقابل ما يقدمه الاردن ولبنان للاجئين السوريين، حيث ان عدد سكان المانيا 80 مليون واستقبلنا بحدود مليون لاجئ فقط، في حين يستقبل الاردن ولبنان اعدادا كبيرة مقارنة مع حجمه وعدد سكانه” .
كما أكد زيغمار أهمية وقف اطلاق النار في سوريا على ان يعقب ذلك عملية سياسية ومفاوضات سلمية، داعيا الى أهمية دعم جميع الاطراف المعنية، وان تعمل روسيا كشريك للتوصل الى حل، حيث انها الطرف الاقدر على ممارسة ضغط على الحكومة في سوريا من اجل التوصل الى الحل السياسي المنشود وتحقيق دولة سورية ديمقراطية.
ودعا وزير الخارجية الالماني الى عدم تهميش الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في خضم النزاعات التي تشهدها المنطقة، حيث ان هذا الصراع هو جوهر الصراعات الاخرى مؤكدا أهمية اقامة الدولة الفلسطينية وضرورة ان لا يكون هناك اجراءات احادية الجانب، بالاضافة الى وجوب التوصل الى تفاهمات سياسية حول الوضع في القدس ودعم الاقتصاد الفلسطيني. وقال “اننا نتفق مع جلالة الملك عبدالله الثاني بان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ممكن ان يؤدي الى صراعات اخرى وتصعيد في المنطقة، لذلك فمن الضروري ان تقوم الولايات المتحدة والشركاء في المنطقة بالاهتمام بحل هذا الصراع” .