الثلاثاء , أبريل 30 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

تعليم مهارات التفكير السمة الأبرز للمناهج المطورة

الدكتور محمود المساد –

 

الأول نيوز – كشفت عمليات التجريب الميدانية التي انتهت مؤخرًا عن أن السمة الأبرز للمناهج والكتب المدرسية المطورة لمباحث العلوم والرياضيات ودليل رياض الأطفال ركزّت بوضوح على إتاحة الفرص للمعلمين والطلبة لتعلم وتعليم مهارات التفكير والتفكير الإبداعي من جانب، واكتساب القيم الإيجابية، خاصة عندما تتم هذه العمليات بطرائق خاصة تدرّب عليها جميع المعنيين بتنفيذها ومتابعتها وفق متطلبات تنفيذ هذه المناهج والكتب، فضلًا عن توفير بيئات التعلم الحافزة الداعمة لهذا التوجه.

إن عمليات التقييم الميدانية تمت خلال تدريس المعلمين لهذه الكتب ومتابعة المشرفين التربويين للمعلمين في جميع مديريات التربية والتعليم وفق خطة منظمة رتبّت لها إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، التي قدمّت ملاحظاتها للوزارة من أجل عقد ورشات عمل حوارية متخصصة شارك بها المركز الوطني لتطوير المناهج للتدقيق بها والأخذ بالمناسب منها وتعديلها على نسخ الكتب التجريبية، ليُصار بعدها إلى إعادة طباعتها كنسخ عادية غير تجريبية تعتمد للعام الدراسي القادم 2021/2022.

والملفت للنظر أن تدريس المعلمين لهذه الكتب ودراسة الطلبة لها ومتابعة المشرفين للمعلمين جاءت في ظروف غير عادية فرضتها جائحة كورونا وتمت بطرائق التعليم عن بُعد، الأمر الذي أفقد هذه الكتب بعض ميزاتها (التعلم من خلال المشاريع، والأنشطة الحاسوبية…إلخ) التي كان من الممكن الوقوف عليها والتعمق بها لو تم التعليم وجاهيّا وأخذ كل طرف وقته الكافي في توصيل مضامينها لتظهر هذه النتاجات التعليمية في معارف الطلبة وسلوكهم بشكل أفضل. وعلى الرغم من هذه الظروف إلّا أن محتوى التعلم في هذه الكتب وطرائق العرض لها ومنهجية تناولها والمضامين التي ركزّت عليها والمهارات والقيم التي دمجتها بها كانت واضحة لكل من المعلمين والمشرفين التربويين والطلبة، ووضعتهم أمام تعلم واكتساب لها بأساليب مشوقة مدعومة بالأمثلة والنشاطات المعززة للتعلم النشط والتي تزخر بها أدلة المعلمين.

إن ردود الفعل الإيجابية من المستهدفين بهذه الكتب جاءت مُرضية مع أن هذه الكتب لم تأخذ نصيبها من الدراسة والتعلم المتعمق الذي خططت له بسبب الظروف الطارئة التي لم تأخذ معه هذه الكتب احتياطاتها لها، ولم تتناول كل ما تتطلبه عمليات التعلم المدمج من رقمنة، وهذا ما يخطط لعمله المركز الوطني لتطوير المناهج الآن.

ومع ذلك فقد أظهرت ردود الفعل أن هذه الكتب وما يرافقها من أدلة معلمين ومصادر تعلم متعددة متوافقة مع فلسفة المناهج المطورة ومعاييرها ونتاجاتها المتوقعة جاءت متوافقة إلى حد بعيد، وستظهر بشكل أفضل بعد التعديلات التي دخلت عليها بعد إعادة الطباعة للعام الدراسي القادم، ومن جانب آخر ستكون أفضل عندما يتمكن المعلمين بالتعوّد والتدريب على أدائها بالصورة التي تم التخطيط لها، وخاصة عندما تتم في بيئات التعلم المدرسية الأنسب لحدوث تفاعلاتها المقصودة، وتنفيذ أنشطتها بحرية في فضاءات المدرسة الأرحب.

وهنا يقتضي التنويه من باب الإشادة أن هذه المناهج والكتب أُنجزت وتنجز بعقول أردنية وطنية خبيرة، استطاعت أن تأخذ بناصية المعرفة والحداثة العالمية، وتصوغها بما يتواءم والثقافة الأردنية، وبما يشكل في النهاية متعلم/ متعلمة أردنية يفكر عالميًّا ويعمل محليًّأ متشربًا القيم الأردنية معتزاً بشخصيته المتوازنة المنتجة للمعرفة في مجتمع مدرسي متعلم.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الاستغلال البشري في عصر جمع المال

إبتهال الجمل – الأول نيوز – (الاستغلال البشري )في زمن اصبحنا نفتقد فيه إلى الوازع …