الأحيـاء المـوتى

فلحة بريزات –
 
ما جدوى الكتابة عندما تُصبح كلماتنا في حضرة الموت بلا قيمة، وما نفع لجانهم، وتحقيقاتهم بعد أن أودعوكِ بقسوتهم، وبجفاف تعليماتهم، الثرى.
“سدين ” يا ندى الأرض، وطُهرها؛ ألم تُحرقهم دمعاتك وأنت تتوسلين الرأفة والعون والحنان؟!. أولم تفضح طريقة موتك غضاضة أفعالهم تجاه قسم أقسموه (بصون حياتكم، في كل الظروف والأحوال، وبذل ما في وسعهم لإنقاذ حياتكم من الموت، والمرض، والألم والقلق…).
قبل رحلتك الأخيرة بأيام بادرني طفل – يشبهك بالوداعة وبسني عمرك- بسؤال : وقد تجلت في عينيه  نظرة رطبة حملت وجعه وثِقل حمله، استوعب جوابي الذي عبر عن قتامة نفوسنا في حين أظهر عذره قساوة طفولته حين همس قائلا: وهل من هُم  مثلي يا (خالتي) قادر على دفع  قيمة سقط متاعكم؟!
لحظة هي، لمع الماضي في خيالي كنبضة،  فطفولتي التي تشبه بعض تفاصيل طفولته لم تُلهمن جواباً أحفظ به كرامته، ولم يُمهلن هو لحظة استرد فيها عافية كياستي.- أقص حوارنا هذا لأن طيفه  يسكن بين العين وهدبها- ، فهل تراودهم في يقظتهم لحظات عذابك حين أخرجوك من الحياة بلا رأفة؟!
 خذلتكما  يا “سدين” سياسيات وأنظمة ولدت ميتة لمن هم مثلكما، وبُعثت بها الحياة  لمن يرفلون بثياب الجاه . أين حقوقكم في الحياة والتعليم والكرامة التي يتشدقون بها؟  هل ضاقت الدنيا عليكم بما رحبت من صغائر أفعالنا؟. نتسابق يا صغيرتي: في  اتخاذ الرديء ونتمهل في الطيب منها.
 لترقدي بسلام وطمأنينة، ولتحفَّ الملائكة روحك الطاهرة. وسيروي أقرانك يوماَ قصة
 (طفلة ) لم تًكمل ضفر جديلتها : سدين. (رحمك الله ).
falha.br@gmail.com

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

أسامة الرنتيسي – الأول نيوز – حاشا لله أن يكون هدفنا وضع العصي في دواليب …