أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – تهديدات إيران بمسح الكيان الصهيوني من عن الوجود – خلال دقائق – لو بقيت كما كانت سابقا، لكانت أفضل كثيرا من “الوعد الصادق”.
لَم تَحتَجْ إسرائيل وأميركا سوى طائرة مسيرة واحدة قتلتا فيها – في الثالث من يناير 2020 قرب مطار بغداد – قاسم سليماني والمهندس وعددًا من مساعديهما !!
واستخدمت إسرائيل طائرة واحدة قتلت فيها القائد محمد رضا زاهدي و 5 مستشارين عسكريين إيرانيين، ودمرت القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أسبوعين!
أما إيران فقد أطلقت 185 طائرة مسيرة و 36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض أرض لم يُقتل إسرائيلي واحد، ولم نشاهد دمارا ومسحا حل بالكيان الصهيوني!.
الشيء الوحيد الذي يسجل للهجوم الإيراني أنه جاء هذه المرة من الأراضي الإيرانية، بالاستعانة بالحلفاء في اليمن والعراق، ولم تحرك إيران حزب الله في لبنان للقيام بهذه المهمة لأنها تعرف أن الفاتورة عند ذلك ستكون مرتفعة.
لم تُخْفِ إيران أنها نسقت بالمعلومات هجومها قبل 72 ساعة مع عدد من الدول، وأعلن ذلك صراحة وزير خارجيتها، فالهجوم محدد الأهداف والساعات وحجم الخسائر، وجاء لحفظ ماء وجه إيران بعد سلسلة من التهديدات التي جاءت بعد ضربات مباشرة لقياداتها وعناصرها في العاصمة السورية دمشق.
في الساعات الماضية وبعد الهجوم الإيراني قفزت إسرائيل من جديد إلى خانة الضحايا، واستعادت كل الدعم الغربي والعربي المستتر، وأنها في مرحلة التفكير والتخطيط للدفاع عن النفس والرد على الهجوم الإيراني، وتحاول أميركا وعديد الدول أن تضغط عليها بعدم التصعيد، وإبتلاع خسائر الهجوم الذي قدرته معاريف بنحو مليار دولار، وجاء التقدير سريعا حتى تحصل على خمسة أضعافه من الحلفاء والأصدقاء.
أردنيا؛ كانت ليلة مضطربة عاشها الأردنيون الذين تابعوا الهجوم بريبة واستهجان، حتى عندما شاهدوا المسيّرات وسمعوا أصوات الصواريخ تخترق المجال الجوي الأردني كان توصيف الأردنيين الذين لا يقتنعون بإيران ووحدة ساحات المقاومة بأن مشاهد مسرحية تحصل في السماء بتنسيق وإخراج رديء أميركي إيراني إسرائيلي، أما الأردنيون الذين هم مع خط المقاومة والممانعة فقد بقوا على رأيهم أن إيران فعلت ما عليها وأكثر، والباقي على العرب الصامتين.
لن يقبل أحد أن يتم اختراق سيادة الأردن ومجالِها الجوي، لا من قِبَل إيران ولا من قبل الكيان الصهيوني مستقبلا، والمحافظة على أمن الأردن واستقراره كان العنوان المتفق عليه مهما اختلفت الآراء حول إيران وهجومها.
فلسطينيا؛ نامت غزة ليلة هادئة بعد 190 يوما من العدوان والطائرات الزنانة، لكن الدم الفلسطيني بقي مستباحا في الضفة وغزة قبل الهجوم الإيراني وبعد توقفه، وغابت أخبار العدوان من عن شاشات الفضائيات بعد أن استولى عليها الهجوم الإيراني.
إسرائيليا؛ لملم النتن ياهو أوراق حكومته المبعثرة والمنقسمة منذ لحظة الهجوم الإيراني، كما توقفت التظاهرات ضد حكومته المطالبة بإقالته وإنهاء صفقة الإفراج عن المحتجزين في غزة، وكسبت دولة الكيان تعاطف العالم من جديد.
بالمجمل أمضينا ليلة السبت ونحن نتابع أخبار المسيّرات ونشاهدها من عن أسطح العمارات، وأمضينا يوم الأحد ونحن نتابع التحليلات والتعليقات، وتفرغت الفضائيات للتحليلات والمؤتمرات الصحافية والتهديدات الكلامية، فهل انتهى الهجوم، أم أن الرد الصهيوني سيخلط الأوراق من جديد.
بالمناسبة؛ دفع الشعب الفلسطيني في غزة أكثر من 33 ألف شهيد، و100 الف جريح غير الذين تحت الانقاض، ودمرت غزة ولم تعد صالحة للحياة، ومع هذا هناك من هو مصمم على وحدة الساحات، فلِمَ وحده الدم الفلسطيني رخيصا….
الدايم الله….