أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – حتى لا تبقى التصريحات الحكومية مجرد مانشيتات للصحف اليومية، خاصة (حرص الحكومة على التعاون بين القطاعين العام والخاص..) لنلتقط تأكيد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، حرص الحكومة على التَّعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية بالسّياحة العلاجيَّة جميعها والاستفادة من المكانة الطبيَّة المميَّزة للأردن في العالم، وذلك في اجتماع عقد استكمالا للقائه رؤساء النَّقابات الصحيَّة الأسبوع الماضي.
الرئيس شدَّد خلال الاجتماع على ضرورة تسهيل الإجراءات للقادمين من الخارج للعلاج والاستشفاء، وأهميَّة التَّعاون مع السَّفارات الأردنيَّة لدعم جهود القطاع الخاص الطبّي لإبراز تطوُّره ومميّزاته وما يتمتَّع به من إمكانات واسعة وخبرات بشريَّة كفؤة.
أمام الحكومة اختبار عليها أن تنجح فيه وهو إعادة الحياة إلى شارع الخالدي الذي كان يضج بالمرضى العرب، ولا تجد موقفا لسيارة.
كذلك المستشفيات الأردنية التي كانت وجهة المرضى العرب حتى وصل الدخل من السياحة العلاجية إلى نحو ملياري دينار، فقدناها نتيجة عقم الإجراءات وغلبة القرار الأمني على الإداري.
نعرف الأحوال التي تمر بها السياحة في هذه الأيام، وتكاد تتحول البتراء العظيمة إلى منطقة خالية من السياح، وقد تضررت المشروعات السياحية كلها منذ بدء العدوان على غزة، وليس في الأفق ملامح لتحسين الأحوال العامة وتنشيط السياحة، ففي الأقل نعالج ما خَرّب السياحة العلاجية، وهي تفاصيل في معظمها في أيدينا بقرارات يمكن معالجتها لتوسيع شبكة المرضى العرب من دون قيود ولا شروط صعبة.
إجتماع رئيس الحكومة لمناقشة السياحة العلاجية ضمَّ وزير الدولة للشُّؤون الاقتصاديَّة مهند شحادة، ووزير الدَّاخليَّة مازن الفرَّاية، ورئيس هيئة تنشيط السّياحة الدكتور عبد الرزَّاق عربيَّات، ونقيب الأطباء الدكتور زياد الزُّعبي، ورئيس المجلس العالمي للسّياحة العلاجية الدكتور فوزي الحموري، ورئيس جمعيَّة المستشفيات الخاصَّة الدكتور نائل المصالحة.، لكن هناك آخرون معنيون بقضية السياحة العلاجية.
للعلم، منذ سنوات طرح الدكتور سامر عبدالهادي صاحب أهم مشروع طبي في شارع الخالدي (مستشفى عبدالهادي) بعد توسعة لافتة للنظر مبادرة بضرورة إنشاء هيئة مستقلة برعاية مَلِكيّة لدعم السياحة العلاجية من القطاعين العام والخاص بحيث تكون ترياقا للأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع الطبي في الأردن، ولا تكلف الدولة فلسا واحدا.
مبادرة الدكتور عبدالهادي وحيثياتها وتفاصيل المعلومات عن السياحة العلاجية طليعية ومتقدمة تستحق من الجهات الرسمية وصناع القرار التوقف عندها وإخضاعها لدراسة الجدوى من وجودها.
الدايم الله…..