أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – حاز حسن أبو علي عن جدارة واستحقاق على لقب معالي “وزير الثقافة الشعبية”، صحيح أنه لم يُقسم اليمين الدستورية، إلا أنه أقسم على أداء دوره بكل أمانة في خدمة الثقافة والإنسان.
كان يجلس في صدر قاع المدينة، يجاور بيت المال (البنك العربي) وأزكى حلويات (كنافة حبيبة)، إلى جانب (سوق الذهب) ومع هذا كان العنوان الأوضح لمن أراد زيارة هذه المعالم.
لا يوجد قارئ مثقف محب للكتب والثقافة ليست له قصة وحكاية مع «حسن البير» الشهير بلقبه المتداول شعبيا ورسميا «حسن أبو علي»، الموجود في وسط البلد منذ عام 1956 وهو يخوض رحلته مع عالم الجرائد والمجلات.
وصل إلى كشكه علية القوم، وَكُرِّم من رأس الدولة أكثر من مرة، وأنعم عليه بوسام الاستقلال من الدرجة الرابعة، وَكَرَّمه جلالته للمرة الثانية بعد أن حصل في عام 2002 بمناسبة الاحتفال بعمان عاصمة للثقافة العربية على ميدالية فضية من الدرجة الثانية، وقال أبو علي عنها آنذاك: “إنه أسعد يوم في حياتي، ولم أتوقع أن يحدث هذا لي في يوم من الأيام بصفتي صاحب كشك كتب صغير مُنزوٍ في وسط المدينة”.
وزارته الملكة واستمعت لحكاياته واشترت منه ثلاثة كتب، من بينها رواية للروائي زياد قاسم وأخرى للأديب مؤنس الرزاز.
تأثر كثيرا باللفتات المَلِكِيَّة وعلَّق فوق كشكه صورة وهو يحظى بمصافحة جلالة الملك، وأخرى لزيارة جلالة الملكة الكشك، وكان يقول لزواره من العرب والأجانب وهو يشير إلى صور جلالة الملك: “إننا نحب سيدنا ونضع صوره في قلوبنا”..
كان يعتز بمكانه وموقعه وعنوانه وفقره وعلاقته مع النخب الثقافية والسياسية، لا يمكن أن تشتري من عنده كتابا وتشعر أنه مهتم بالسِّعر، وأعرف كثيرًا من الكُتّاب والمثقفين أخذوا من عنده كُتُبًا ولم يسدّدو أثمانها حتى الآن، ولم يطالبهم يوما بدفع ثمنها.
“حارس الثقافة” كانت من الألقاب التي يعشقها أبو علي ويشعر أن رسالته وصلت ودوره باتت تقدره الأجيال كافة، فقد كان يساعد كل من يصل كشكه للسؤال عن كتاب جديد، ليقوم بدور المروِّج للكتب القيِّمة التي وصلته قريبا.
إذا كانت القاهرة تعتز بمدبولها “مكتبة مدبولي” في ميدان طلعت حرب، فيحق لعَمّان أن تفتخر بورّاقها حسن أبو علي “حارس الثقافة” وحامي رسالتها.
الرحمة لروح أبو علي وخالص العزاء لكل محبيه وأهله ورفاقه، ولقاع المدينة الحزين.
الدايم الله….