هل سيحدد الزر النووي مصير الإنسان؟

د. شهاب المكاحله –

 

الأول نيوز – يبدو أن النظام النيوليبرالي آخذ في الانهيار بعد أن وسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) رقعة نفوذه منذ ١٩٩٠ شرقا ومارس سياسة الأناكوندا التي تتمثل في الضغط على الأطراف: فتارة تثار المشاكل في مناطق محيطة بالصين وتارة أخرى مناطق محيطة بروسيا الاتحادية، والهدف هو إضعاف كلا الدولتين تمهيدا للانهيار الداخلي ومن ثم التفتيت.

وفي هذا المقام أقول إنه وفق المعلومات المتوافرة فإن التعبئة العامة الجزئية للقوات المسلحة الروسية لا تعني توفير ٣٠٠,٠٠٠ مقاتل ولكن هي الخطوة الأولى لأن القوات الروسية والرديفة تعلم أن الناتو هو من يحارب وليست القوات الأوكرانية. فإذا ما أردنا التحدث سياسيا لا عسكريا، فإن سياسة الضغط على الأطراف لم تثمر بل إنها فاقمت الوضع سياسيا واقتصاديا حتى انعكست تلك النتائج على الشعوب التي لا حول لها ولا قوة.

ففي ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢، قال نائب رئيس المجلس القومي الروسي والرئيس السابق، ديمتري ميدفيدف، إن بلاده ستستخدم “كل سلاح في ترسانتها، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية لحماية الأراضي التي تنضم إلى روسيا في أوكرانيا”

وفي ذات اليوم، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب التعبئة، وهو الأول منذ الحرب العالمية الثانية، إن “الغرب تجاوز كل الحدود في العدوان على روسيا”، متعهدا بأن روسيا ستدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة في ترسانتها العسكرية الضخمة.

ووفقا لمصادر خاصة عسكرية، ما استخدمته روسيا في الأشهر الماضية ليس سوى أسلحة تكتيكية لأن العملية “خاصة” بمشاركة ١٥،٠٠٠ جندي. فما الذي سيحدث حين تشترك القوات المسلحة بعدة فيالق عسكرية منها المحمولة جوا وبحرا وبرا.

قبيل بدء الصراع الروسي الأوكراني، أجرت روسيا عدة تجارب على أسلحة تكتيكية حديثة في المحيط الهادئ كان تأثيرها أكبر من تسونامي حيث ارتفعت الأمواج في المحيط الى أكثر من ١٠٠ متر، ما يعني أنه إذا ما استخدمت تلك الأسلحة التكتيكية في البحر الأسود أو المحيط الأطلسي او البحر المتوسط فإننا سنشهد ارتفاع الأمواج فوق عدة مدن أوروبية لتصبح في خبر كان.

لا نريد ان يقع المحظور، فمن يريد ان يحشر قطاً (وهنا دب روسي) في زاوية، لا يتوقعن أن يرى منه الملاطفة والمزاح. مرات عديدة كان الرئيس الروسي يتجول فيها في روسيا ومعه الحراسة اللازمة والشنطة التي تبقي العالم في أمان أو تنهي العالم في ثوان.

وفي الختام، على العالم أن يتفاوض مع روسيا قبيل فوات الأوان، فالشتاء القارس قادم والركود بل الكساد العظيم على الأبواب. فهل من عقلاء في العالم يدعمون مفاوضات بين روسيا والغرب قبل فوات الأوان أم أن الزر النووي هو من سيحدد مصير الإنسان؟

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …