النتن ياهو يُحرج العرب ويَضغط على نوم المسلمين..لا تندهي ما في حدا

أسامة الرنتيسي –
 
بعد العملية البطولية التي نفذها ثلاثة من عائلة الجبارين من مدينة أم الفحم الفلسطينية، ليس بأيدينا إلا أن نتوسل للنتن ياهو ألا يحرج العرب كثيرا، ولا يكشف أكثر عن هزالة القيادة الفلسطينية، ولا يضغط لإيقاظ المسلمين من غفوتهم الطويلة، فهم نيام لا يسمعون.
بالله عليك أيها النتن لا تؤخر إغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه أكثر من يوم الأحد، ولن يغضب عليك أحد من قرار منع إقامة صلاة الجمعة وهو قرار لم يفعله أحد من قبلك منذ اكثر من خمسين عاما.
أحلفك بالزوجة الجميلة سارة أن تستعجل بالمشاورات الأمنية لتقويم الموقف، وحاول إعادة فتح أبواب الحرم الشريف تدريجيا أمام المصلين والزوار، ولا تغضب كثيرا إذا قضت مضجعك دماء شهداء أم الفحم قبل أن تسبت في يوم السبت، فهم لا يعرفون أحكام التوراة، وقد تتلمذوا على أيدي محمد بركة ورائد صلاح وأحمد الطيبي.
هؤلاء الشباب أيها النتن استفزتهم مشاهد قطعان المستوطنين الإسرائيليين في شوارع القدس المحتلة، وفي باحات المسجد الاقصى وهي مشاهد لا تستفز فقط الشبان المقدسيين للهجوم عليهم بالسكاكين فقط، بل تستفز كل من لديه مشاعر إنسانية في العالم.
والعنجهية التي تمارسها حكومة إسرائيل الأكثر تطرفا من أية حكومة أخرى، لا تستفز الفلسطينيين، والعرب فقط، بل تستفز مسلمي العالم، وكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، لكن؛ وعلى ذكر المسلمين، لا أعرف كم سيكون حجم احتجاجاتهم إن تجاوزت يمينية نتنياهو التفكير بهدم المسجد الاقصى إلى مرحلة التنفيذ.
هل سيتجاوز احتجاج العالمين العربي والاسلامي- تحديدا- مستوى البيان والشجب والإدانة والشكوى، ومسيرات تنطلق بعد الصلاة، يحرق فيها العلم الإسرائيلي… أشك، لا بل أنا متيقن، انه حتى القوى المتطرفة بدءًا من ‘داعش’ المهزوم حتى ‘النصرة’ المقهورة وما بينهما لن تحرك ساكنا، ولن تغير بوصلة بنادقها، لأن الأقصى وفلسطين ليسا على أجنداتهم الآن.
ولأن سعار نتنياهو في تصعيد الاستيطان، هو المحرك الفعلي للغضب الفلسطيني. فمواجهة شعار ‘الاستيطان أولا’ يبدأ بحرب ضروس على الاستيطان، وعلى جبهات مختلفة، في مؤسسات الشرعية الدولية والمنظمات الحقوقية الدولية، إلى أن يتوج بحراك شعبي فلسطيني حقيقي يرفع شعارا بدأت الآذان تعتاده: ‘الشعب يريد إزالة الاستيطان’.
الأهم في موضوع الاستيطان، اذ تجاوز عدد المستوطنين في الضفة الفلسطينية 360 ألفا، حملة التهويد التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للقدس وما حولها، وشق طريق بعرض 4 أمتار داخل بلدة سلوان التي خطط كيري يوما ما لأن تكون العاصمة الفلسطينية ورفضها محمود عباس.
بعيدا عن أنظار العالم المندهش مما يحدث في العالم العربي، تستكمل إسرائيل مخططاتها في عزل القدس، بعد أن استكملت مراحل التهويد الأخيرة للمدينة المقدسة، وحسب تقرير جديد حول الاستيطان، فإن هذه المراحل تتمثل في ‘إحاطة القدس بنظام دفاعي خاص لعزلها عن المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواصلة حفر أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وحظر دخول مواد الترميم التي يحتاج إليها المسجد بشكل عاجل. ومحاولة تقسيم الحرم القدسي على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وشن حرب نفسانية مكثفة ضد المقدسيين العرب داخل المدينة، ومصادرة المزيد من أراضيهم وبيوتهم بهدف إجبارهم على الهجرة. وتكرار محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة تدنيس الحرم القدسي لإثارة مشاعر المسلمين’.
مع كل هذا، دائما تأتي المشروعات التصفوية الكبيرة بعد كل مرحلة انهزام، وإذا كان منع الصلاة في الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين لم يحرك ساكنا في العالمين العربي والإسلامي، فإن مشروعات التصفية ستجد طرقا سالكة لا أحد سوى الشهداء يعطلون طريقها.
لن نستغرب كثيرا اذا وجد مشروع نتنياهو غير المخفي طريقا للتنفيذ وداعمين….. غزة تعود إلى أكتاف مصر وما تبقى من الضفة الفلسطينية يرمى في حضن الأردن.
والدايم الله…..

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

433 يوماً من التدمير.. الاحتلال يوسع النسف وعمليات التفجير في أحياء غزة

الأولنيوز – يواصل الاحتلال الصهيوني، عدوانه البري والبحري والجوي على قطاع غزة لليوم الـ 433 …