الدكتور عارف الكعبي *
في ظل أﻻحداث الساخنة في المنطقة والشرق اﻻوسط تتقاطع المصالح تارة ومرة تلتقي على حسابات مبدأ الربح السياسي وما يجري من تقارب تركي ايراني يدخل في اطار التقاء المصالح من دون التنظير السياسي باﻻفق البعيد وما يحصل من تطور العلاقات ناتج عن عدة أسباب فتركيا لن تنأ بنفسها بأخذ دورها المهم والحيوي والفعال حين اندلعت أﻻحداث في سوريا حيث اقتصر دورها بالمراقبة عن كثب بما تؤول اليها أﻻحداث ثم بدأت تتأثر بما يجري اتجاة تنامي التنظيمات اﻻرهابية في الجانب السوري كما انها قامت بفتح حدودها للاجئين السورين الفارين من جحيم المعارك. كانت تؤمن بالحلول السلمية وقد سمحت للمعارضة السورية بان تمارس اعمالها لحل اﻻزمة وبرعاية عرببة ودولية بعد ان فتحت لهم ابوابها دون رسم استراتيجية واضحة يكون لها دور فعال ومجدي في اﻻزمة حيث كانت المدن السورية تتساقط بايدي داعش واخرى تقطن تحت الهيمنة اﻻيرانية عن طريق مليشياته وحرسه الثوري وحزب الله.
ومن الملاحظ ان تركيا قد بدأت تغير سياستها بعد تسلم رئيس وزراءها الجديد بلدريم والنهج بسياسة أعادة النظر باﻻحداث الجارية في المنطقة وعلاقاتها مع الدول الكبرى ودول المنطقة حيث تلاشت اﻻزمة مع روسيا بعد إسقاط تركيا طائرة روسية واعيدت العلاقات بين الدولتين كما ان الدعم اﻻمريكي ﻻكراد سوريا جعل تركيا تتحرك باتجاه تحديد بوصلتها حيث لم تنعم تركيا بعلاقات طيبة مع أمريكا بعد اﻻنقلاب الفاشل ” اما في العراق فلم يكن لتركيا دور في اي مفصل مهم وترميم اي علاقة مع الانظمة السياسية العراقية ولم تكن سياستها تتوافق معها باﻻفق السياسي والمواقف اﻻ أن زجها بوحدات عسكرية في شمال الموصل في منطقة ربيعة لتقيم معسكر نتيحة ردة فعل أستكمال المخطط اﻻيراني باكتمال الخط الواصل من طهران إلى بغداد اتجاة سوريا اكتمالا الى لبنان وهذا ما يطلق عليه الهلال الشيعي ولو نظرنا الى المشهد نجد ان تركيا لم تكن جادة بابراز دورها في سوريا والعراق “.
أما ايران ودورها في العراق وسوريا فقد بدا واضحا ومعلنا بعد عام 2003م” في العراق اصبحت ايران مهيمنة على الوضع السياسي واﻻجتماعي واﻻقتصادي ثم اندلعت اﻻزمة السورية فتدخلت بقوة لنصرة اﻻسد وزجت بفصائلها المسلحة وحرسها الثوري في القتال والدفاع عن بشار ونظامه وباﻻحرى كانت تدافع عن امنها القومي حسب ادعائها بعد ان بين اكثر من مسؤول ايراني ذلك حيث باتت مخططاتها التوسعية الطامعة ومشهدها واضح ومعلن واستبان الموقف اﻻيراني المعلن.
وبالخوض في التقاء المصالح بين تركيا وايران والتقارب بينهما فهو في مثابة اتفاق مصالح حيث كانت ايران تبحث عن حليف نسبي في المنطقة من حيث دخول روسيا على خط اﻻزمة السورية زاد مخاوف ايران بتقليص دورها وهنا نقطة الفصل بدأت واضحة لكون قوات النظام السوري مدعومة بفصائل ايران وحرسها الثوري وحزب الله وبدعم روسي استطاعت ان تعيد مدن واراضي في سوريا من تنظيم داعش اﻻرهابي والذي كان ﻻيران اليد الطولى بنشؤه وهذه مفارقة اصبح بشار ينعم بها والخطوة اﻻهم هي اكراد سوريا ودعم المقدم لهم حيث تشكلت قوات كردية سورية ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية واصبح دورها واضح باستعادة أجزاء من المدن السورية الواقعة بيد داعش وبمشاركة قوات عسكرية امريكية اصبحت المهمة خطرة للتهديد الذي سيشكله الخطر الكردي القادم على الحدود التركية ومتصلا باكراد العراق الذين يلوحون بانشاء دولة كردية حيث سيكون يوم 25 أكتوبر من هذا الشهر موعد للاستفتاء باقامة دولة كردستان المستقلة والتي ستحرك كل اﻻطراف الكردية في تركيا وايران لتشملها وبما يسمى تحقيق الحلم الكردي وبالرغم من ايران وتركيا قد رفضا اﻻستقتاء بقوة وحذروا من عواقب اندﻻع حرب أهلية ونزاعات مختلفة اﻻ ان القرار السياسي الكردي سائر باتجاه ما مرسوم له اﻻ ان السياسة اﻻيرانية الخطيرة الملتوية ﻻ تؤسس للعمل المشترك مع تركيا كون ايران تدعم قوات Pkk الكردية المناؤة لتركيا وبنفس الوقت تعارض اﻻكراد باجراء استفتاء او الخوض في استقلال اﻻكراد كما ان تداعيات اقامة دولة كردية في العراق بات حقيقة ورسالة مفادها ان اﻻكراد ذاهبين الى الخوض في مراحل انشاء دولة كردية وهذا تحسبه تركيا تهديد لامنها القومي..
كما ان التقارب اﻻيراني التركي ﻻ يصب في مصلحة الدول العربية كون التقاء المصالح سيزيد من اﻻمور تعقيد ويعتبر تطور يضر بشكل مباشر في امن واستقرار المنطقة لسبب وجيه جدا ان ايران تبحث عن حلفاء اقليمين بالرغم من اختلاف الخط اﻻيدلوجي اﻻيراني عن التركي حيث ستزيد التدخلات اﻻيرانية لتفتح محاور شر جديدة ومستحدثة من حيث ترسم الدور اﻻيراني في سوريا والعراق من خلال هيمنتها وسيطرتها على القرار السياسي لهذه الدول…وهنا سيصبح التقارب اﻻيراني التركي بمثابة جرس خطر لكافة الدول العربية والخليجية
لقد حان الوقت لتكون التحالفات العربية ضرورة ومهمة لتفادي الخطر القادم..
وبقي علينا ان نذكر اننا كعرب اين خطتنا واستراتيجيتنا اﻻ يجب ان تكون هناك خطة استراتيجية موحده تشمل دول الخليج العربي ومصر واﻻردن لتدارك اﻻمور وحسابات التقارب اﻻيراني التركي سياسيا وواقعيا وهنا ﻻبد الاشارة بما طرح من مشروع أعادة الشرعية لدولة اﻻحواز المشروع الحيوي الذي سيكون المشروع الوطني العربي الفاعل والمؤسس إلى تغيير التقاربات العابثة في اﻻمن القومي العربي والخاص بمشروع ايران التوسعي التمددي حيث اصبحت القضية اﻻحوازية جاهزة وحاضرة وبات اﻻعتراف بشرعية اﻻحواز بانها دولة عربية محتلة من قبل ايران ودعمها بكافة السبل والطرق واجب على اشقائنا العرب……
- رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية