السبت , أبريل 20 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

ملاحظات سريعة على المصالحة الخليجية 

سليمان نمر –

 

الأول نيوز – اعلان المملكة العربية السعودية فتح مجالها الجوي وحدودها البرية والبحرية امام قطر عشية انعقاد القمة الخليجية الحادية والاربعين التي تستضيفها المملكة اليوم الثلاثاء يشير الى ان السعودية هي التي لها المصلحة  الاقوى بتحقيق المصالحة مع قطر، 

 ووفق المعلومات  المتوفرة خليجيا فان الرياض هي التي دفعت من اجل تجديد الوساطة لتحقيق المصالحة وطلبت من الرئيس ترامب الراحل قريبا التدخل والضغط على الدوحة للقبول بالمصالحة الامر الذي دعا الاخيرة ان تشترط وقف حصارها اولا وهذا ماتم. 

وهذا يدفع للتساؤل لماذا غيرت المملكة موقفها المتشدد العادي لقطر وجعلها تبدو انها تنازلت عن شروطها وحلفائها بمقاطعة قطر (الامارات والبحرين ومصر)؟ 

يبدو حاليا ان العاصمة السعودية تعمل على ترتيب اوراقها واوضاعها للتعامل مع الرئيس الاميركي جو بايدن القادم للبيت الابيض بعد نحو اسبوعين . 

ولاشك ان علاقة قطر مع الادارة الاميركية الجديدة ستكون الافضل بكثير من علاقتها مع الرئيس المغادر بعد اسبوعين دونالد ترامب . 

وطبعا الرياض لاتريد ان تنسج قطر علاقات مع الادارة الاميركية الجديدة على حسابها وهذا ماسيتم لو بقي خلافها مع الدوحة ، بل قد تريد الرياض ان تصبح قطر جسرا لها نحو الرئيس بايدن مثلما فعلت دولة الامارات بعد فوز الرئيس دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الاميركية قبل اربع سنوات حيث كانت جسرا عبر عليه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان نحو الرئيس ترامب . 

السعودية تؤمن بان المصالح الاميركية الاستراتيجية مع المملكة تجعل واشنطن لاتستغني عنها وعن استمرار العلاقات الاستراتيجية معها ختى ولو كانت اي ادارة اميركية “غير ودودة” تجاه الرياض ، وهذا ما أكدت عليه التصريحات السعودية المسؤولة بعد التيقن من خسارة الرئيس ترامب وفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية. 

ولكن الرياض تعلم ان الادارة الاميركية الجديدة والرئيس بايدن وكبار مسؤولي الحزب الديمقراطي لاينظرون ب”ود” تجاه ولي العهد السعودي لاسيما انه كانت له علاقات شخصية وطيدة مع الرئيس ترامب ، وتعلم الرياض ان الحزب الديمقراطي هو الذي تبنى الضجة بشأن جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقحي بمبنى القنصلية السعودية في اسطنبول قبل اكثر من عامين ، وان قادة الحزب الديمقراطي هم من يثيروا قضايا المعتقلين السياسيين وحقوق الانسان في المملكة .                                       

ولذا تخشى الرياض من ان علاقاتها ستكون صعبة مع الاداراة الاميركية الجديدة. ولاسيما ان هذه الادارة اعلنت انها ستعيد العمل بالاتفاق النووي مع ايران – الذي رحبت الرياض بإلغاء الرئيس ترامب له – وهذا الامر طبعا يقلق المملكة لأنه يعني اعادة فتح الابواب الاميركية امام ايران للخروج من الحصار الذي فرضه عليها الرئيس ترامب  

لذا لاحظنا ان السعودية اعلنت انها تود المشاركة بالمفاوضات التي ستعقدها ادارة الرئيس الاميركي الجديد مع ايران بشأن شروط جديدة للإتفاق النووي .  

وبالنسبة لقضايا المعتقلين الحقوقيين وحقوق الانسان لوحظ ان الرياض تستعجل الانتهاء من هذه القضايا من خلال انهاء محاكمة بعضهم (احمد فتيحي ولجين الهذلول) وهما اكثر اثنين من معتقلي حقوق الانسان اثيرت حول اعتقالهما ضجة اميركية ، وستواصل الانتهاء من محاكمة الباقيين قريبا او الافراج عنهم . 

ونعتقد ان ترتيب السعودية المصالحة مع قطر تاتي في اطار اعادة السعودية لترتيب اوراقها لبناء علاقات جيدة مع الرئيس الاميركي القادم للبيت الابيض وادارته . 

ويرى مراقبون سياسيون في المنطقة الخليجية ان لهذه المصالحة اهداف اميركية اخرى وهي استكمال الترتيبات لشن ضربة عسكرية “موجعة” ضد ايران ، ومن اجل ذلك ضغط الرئيس ترامب لتحقيق هذه المصالحة ، فالحلف الاميركي الخليجي لضرب ايران الذي يتوقع ان يتم قبل انتهاء الاسبوعين المقبلين – سيكون ناقصا بعدم وجود قطر فيه . 

ويرى هؤلاء المراقبون ان للسعودية ودولة الامارات والبحرين مصلحة في ذلك ومن هنا نجد السبب الحقيقي لمشاركة مبعوث الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر في حفل التوقيع على المصالحة الخليجية التي كان للكويت الدور الافضل والاكبر فيها منذ ان نشبت الازمة في شهر حزيران يونيو 2017، فاشراك مبعوث الرئيس الاميركي وصهره جاريد كوشنر في حفل التوقيع على اتفاق المصالحة تريد منه واشنطن تاكيد هيمنتها على القرار الخليجي وتاكيد التحالف الاميركي الخليجي الذي قد يكون لضرب ايران عسكريا .  

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الصفدي لنظيره الايراني: ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن ورموزه

الأول نيوز – التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، وزير …