الثلاثاء , مارس 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

وسائل التواصل أم “التطاول” الإجتماعي

القس سامر عازر –

– الأول نيوز – لفت نظري في تصفح مواقع التواصل الإجتماعي حول خبر وفاة معالي عقل بلتاجي أبو الليث رحمه الله حول جملة كان قد تطرق إليها سابقاً في مقابلة معه معاتباً وقائلاً: لماذا تحولت وسائل التواصل الإجتماعي إلى وسائل للتطاول الإجتماعي..؟! نعم، لربما حان الوقت ليتم وضع حد لمثل هذا التطاول الإجتماعي على الشخصيات والرموز العامة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

فمجتمعاتنا العربية وإن كبرَت فهي صغيرة ويعرف فيها الواحد الآخر، وليست كالمجتمعات الغربية، ولا يمكن لما ينشر من سموم الإشاءعات الهدامة أو كيل الإتهامات العارية عن الصحة أن تمر من دون تأثير سلبي أو حتى من احداث شرخ في المجتمع، حيث لا يجرأ مطلقيها على مواجهة المعنيين بها وجهاً لوجه لزيفها! ومن أهم الآثار السليبة في “التطاول الإجتماعي” واغتيال الشخصية العامة هو التأثير على مسيرة الوطن ومسيرة الإنجاز.

والحياة كما نعرف لا تستوي من غير عمل، فمن يعمل ولا يخطئ، وحتى ولو أخطأ أحدهم، يبقى مجالاً لإصلاح الخطأ. وقبل أن نزيل الأذى من عين الآخر علينا أولاً أن نزيل الخشية من أعيننا. وكذلك وكما قال المسيح “من كان منكم بلا خطيئة فيرمها أولاً بحجر”.

لذلك لا يجب أن يستمر مسلسل “التطاول الإجتماعي” بواسطة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، فهناك أجهزة رسمية لتقديم الشكاوى والإدعاءات لها مع مرفقة مع الإثباتات والدلائل.

وهذا ما يميز الأنظمة التي تحترم دساتيرها وقوانينها وتنهج نهج الشفافية والمحاسبة القانونية. ويبقى من أبسط حقوق الإنسان حقّه في المحافظة على سمعته وكرامته، ولا يجوز أبداً أن يترك الحبل على الغارب لضعاف النفوس ولأمور شخصية ولمصالح خاصة أن يتم التطاول واغتيال شخصيات عامة، فهذا النوع من القتل المعنوى أشد فتكاً من القتل الجسدي ومؤَّدٍ إليه، وتأثيره يطال الأسرة والعائلة والعشيرة والمجتمع بأسره.

فلا بد من التوعية المجتمعية في هذا المجال من خلال المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية، وتغليظ العقوبات لمن تسول له نفسه التعدي على خصوصيات الآخرين والتطاول والإساءة إليهم، فليست كرامات الناس وحياتهم مستباحة، وإلا ما قيمة الحياة؟

عن Alaa

شاهد أيضاً

   السر وراء بناء ميناء امريكي في غزة

  المهندس سليمان عبيدات –   الأول نيوز –     بعد قرار الرئيس الامريكي بايدن بناء …