الجمعة , أبريل 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

التفلسف

 

 

د. ذوقان عبيدات –

 

الأول نيوز – قد لا تحظى الفلسفة بالسمعة الطيبة، فعلى مدى التاريخ كان الفلاسفة قلة فكرية متميزة، لكنها معزولة عن مجتمعاتها تفكر في العدم والوجود وما وراء الطبيعة وموضوعات يعتقد الجمهور أنها لا تهمه.

لقد وقع أحد الفلاسفة في حفرة بينما كان يرصد النجوم!

فلم يرَ ما يحيط به، حتى جاء سقراط وأنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، بمعنى أنها صارت تبحث في علم الاجتماع والأخلاق والقيم. ومع ذلك بقيت الفلسفة غائبة عن الحياة اليومية. وبقي من يتحدث بأفكار نظرية أو أفكار مثالية متهمًا بأنه يتفلسف.

وربما اتهم من يلف ويدور ويقدم نظريات بأنه يتفلسف. ومعنى يتفلسف ليس منشقًا من الفلسفة بل ملتصقًا بها. وحتى لو نجت الفلسفة وتبرأت من الكلام غير المفيد، إلّا أن التفلسف بقي ملتصقًا بغير المفيد!!

والآن! وقد بدأت الأنظمة التعليمية المحيطة بنا تتحرر من أسر مواقع التفكير من سلوكات وممارسات عبر تاريخنا، فإن أسئلة جديدة يجب أن تُثار:

لماذا تهتم الأنظمة التعليمية في مصر والمغرب وسوريا بالفلسفة مادة دراسية مهمة؟

ولماذا بدأت أنظمة الخليج – المُثقلة بمواقع الفكر والعقل-  بإقرار مادة للفلسفة والمنطق والأخلاق؟ بينما نحن في الأردن ما زلنا نرى في الفلسفة خروجًا عن قيم ومنطق ونصوص وعادات وأخلاق؟

ولماذا مازلنا نطلق كلمة التفلسف بمعناها السلبي؟

التفلسف يعني التفكير، واستخدام العقل حكماً على ما نقبل ونرفض!! والتفلسف يعني حرية التعبير والبحث والإنتاج المعرفي!! والتفلسف يعني تحرير التفكير من أساليب التضليل والقبول الأعمى للإشاعات والشائعات (جمع شائع)، والتفلسف يعني البحث عن الحقائق!!

إذن، علينا تصحيح معنى التفلسف، وهذا قد يتطلب أن نجعل كلمة الفلسفة أكثر شيوعًا وانتشارًا ونحررها من المعنى السلبي للتفلسف! وهذه مهمة الجامعات وكليات الفلسفة وربما وزارة التربية والمفكرين والباحثين. تحية إلى مبادرة الجامعة الأردنية: يلّلا نتفلسف!!

لنعيد الألق لكلمة الفلسفة والتفلسف بعيدًا عما لحقها من معانِ غير عادلة!!

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

التيار الديمقراطي البرتقالي والمشروع الوطني للتغيير

الأول نيوز – د  محمد العزة يعد تاريخ صدور الارادة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الملكية …