الجمعة , مارس 29 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

20 عاما على قتل الاحتلال الاسرائيلي لناشطة السلام راشيل كوري

الأول نيوز – قبل 20 عاما، رحلت أول ناشطة سلام دولية “راشيل كوري”، التي قّتلت تحت “جنازير” آليات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية، في رفح جنوب قطاع غزة، بينما كانت تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتحاول منع هدم منازلهم.

في السادس عشر من آذار عام 2003، كانت الناشطة الأميركية راشيل كوري، البالغة من العمر حينها 23 عاما، تقف بمواجهة آلية عسكرية إسرائيلية جنوب قطاع غزة، لتتحرك باتجاهها وتسحق عظامها بلا رحمة أو هوان.

وُلدت كوري في 10 نيسان عام 1979، في أولمبيا بواشنطن، وسخّرت جُلّ حياتها للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وذهبت إلى قطاع غزة ضمن حركة التضامن العالمية (ISM) في 22 كانون الثاني عام 2003.

ويستذكر الفلسطينيون مثل هذا اليوم، ومعهم محبو السلام في العالم، حادثة قتل راشيل كوري، التي لطالما رفعت شعار “كن إنسانا”، وتقدمت في ذلك اليوم، حاملة مكبرا للصوت وترتدي معطفا برتقاليا نحو جرافة الاحتلال الإسرائيلي، كي تمنعها من الاقتراب وتدمير المنازل في قطاع غزة وتجريف أراضي المزارعين، معتقدة أن ملامحها الأجنبية، ستشفع لها أمام بطش الاحتلال الإسرائيلي، غير أنها سقطت في دقائقَ جثّة هامدة.

كانت راشيل، وهي طالبة جامعية، وثمانية من زملائها من حركة التضامن الدولية، (5 أميركيين و3 بريطانيين)، لحظة مصرعها يحاولون منع جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي من هدم أحد المنازل الفلسطينية في حي السلام المجاور للشريط الحدودي مع مصر جنوب مدينة رفح.

ووفقاً للإفادات التي قدّمها زملاء الضحية وقتها للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإفادات شهود العيان، فإنه في حوالي الساعة 4:45 من مساء ذاك اليوم، كانت راشيل كوري تقف أمام أحد المنازل الفلسطينية في حي السلام برفح، وكانت تلوّح لسائق جرافة عسكرية إسرائيلية كانت تتقدّم نحو المنزل لكي يتوقّف عن هدمه ، وفي تلك اللحظة كانت كوري ترتدي سترة برتقالية اللون يمكن تمييزها عن بعد، وتتحدّث إلى سائق الجرافة بوساطة مكبّر للصوت، فيما كان بقية أعضاء مجموعة حركة التضامن الدولية يقفون على بعد حوالي 15-20 متراً يناشدون سائق الجرّافة بالتوقّف.

وذكر شهود العيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تقدّم أية مساعدة لكوري..

وبعد لحظات، وصلت سيارة إسعاف فلسطينية وقامت بنقلها إلى مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في رفح، حيث أُعلن عن وفاتها.

واستقبل الفلسطينيون خبر وفاة كوري بألم عميق، ونظموا لها جنازة، على غرار جنازات الشهداء الفلسطينيين.

وأطلق الرئيس الراحل ياسر عرفات، على كوري لقب “الشهيدة”، كما تم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية.

وكانت محكمة الاحتلال الإسرائيليّة، أصدرت عام 2013، قرارا بتبرئة قاتل المتضامنة كوري، ورفضت المحكمة دعوى مدنية رفعتها عائلة كوري ضد إسرائيل.

وقالت المحكمة إنها وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من سائق الجرافة، وإنه لم يرها قبيل دعسها”، وتمخض التحقيق الإسرائيلي عن عدم تحميل المسؤولية للجندي الإسرائيلي سائق الجرافة العسكرية.

وجاء في شهادة أحد شهود العيان لمركز حقوقي حينها أن الجرافة استمرّت في التقدّم إلى أن أصبحت راشيل أسفل مركز الجرافة مباشرة، ثم توقّفت الجرافة للحظة، وبعدها تراجعت إلى الخلف فيما ظلّ نصلها متجهاً إلى الأسفل، وغمرت بالرمال وكان ذلك واضحاً لطاقم الدبابة ولطاقمي الجرّافة التي قتلت راشيل والجرّافة الأخرى، ولكن سائق الجرافة لم يتوقّف، ولم يغيّر السرعة، بل استمر في التحرّك إلى الخلف بسرعة حوالي خمسة أميال في الساعة، لمسافة 4-5 أمتار أخرى دون أن يرفع نصل الجرافة.

يُشار إلى أن كتابات راشيل، التي نُشرت بعد مقتلها، غدت رمزا للحملة الدولية التي تخوض غمارها أطراف عدة باسم الفلسطينيين، وتم تحويل تلك الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان “اسمي راشيل كوري”، ودارت فصولها عن حياتها، وجابت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.

انضمت راشيل إلى حركة التضامن العالمية لدعم القضية الفلسطينية، لكنها عادت إلى واشنطن ملفوفةً بالعلم الأميركي، ولتظل روحها باقية في الذاكرة الحية لآلاف ممن أحبوا شجاعتها وانتصارها لشعب أعزل لم يبرح يناضل منذ رحيلها للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.

عن Alaa

شاهد أيضاً

ولاية أمريكية تقرّ قانونا يقيد استخدام القصر لمواقع التواصل

الأول نيوز – وقع حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية، رون دي سانتيس، على قانون يهدف إلى …