الأربعاء , سبتمبر 18 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

لا تنخدعوا بالفوتوشوب

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – من دون زعل من أحد، ما نشاهده من صور ولافتات تغزو أرصفة شوارع العاصمة عمّان والمحافظات لا يمكن تسميته إلا “تلوثا بصريا”، كما أن تلك الصور لا تعطي أي انطباع عن المرشح.

أينما وَجَّهت نظرك، في الشوارع الرئيسية أو الفرعية، تأسر بصرك صور المرشحين، مشغولة بشكل فني وجودة عالية، أغلبيتها دخل الفوتوشوب على ملامحها من أجل زيادة الوسامة، وتبييض الأسنان، او إخفاء سنوات العمر الحقيقية، خاصة بعض السيدات المرشحات.

وعلى ذكر السيدات، لِمَ لا نرى السيدات الجميلات اللاتي تغزو صورهن الشوارع والحارات تحت قبة البرلمان، ونرى الناجحات من شرائح نسائية أخرى، وكأننا لا نصوت للنساء الجميلات بل نحب أن نرى صورهن على الاعمدة وفي الشوارع فقط.

أكثر ما يغيظ في الصور، أنها بلا عنوان، فلا تعرف المرشح، ولا ميوله خاصة أصحاب التجربة الأولى، أما المجربين، فقد عرّتهم الأيام الماضية.

قد تكون قائمة “نمو” في عمان الثانية وحدها حددت أهدافها وبرامج عملها، وأن أساس تجمعها إيمانها بضرورة العمل الجماعي المبني على (النهضة والمواطنة والوطن)، وعلى عدالة الخدمات وعدالة الديمغرافيا.

ما يغيظ أكثر، شعارات  بعض المرشحين؛ من مثل: أنا صوتكم، والجُرْأَة المعهودة، وقول الحق، ونُكمل الإنجاز، ومحاربة الفساد، ونُعاهدكم.. وغيرها من الشعارات التي لا تُحمِّل أصحابها أي كلف، معتمدين على أن ذاكرة الناس ضعيفة وينسون بسرعة.

وما يغيظ أكثر وأكثر، أن بعض المرشحين الذين تتكرر صورهم في كل انتخابات، لا يزالون يلعبون بعواطف الناس، ويبيعونهم أوهاما؛ بأن لديهم ما يقدمون لهم، ولو كانوا صادقين للمسَت القواعد والمناطق الانتخابية  إنجازاتهم على أرض الواقع.

للأسف؛ إن أكثرية المرشحين، لم يمر أمام أعينهم أن ما تطمح له الدولة في حياة برلمانية حزبية مختلف تماما عن ما يفكرون به، وأن ما كان ينفع سابقا ويقبل به الناس لا يمكن ان يُرضي اليوم أحدا، ويعتقدون أن أدوات الزمن الماضي تصلح في زمن الحريات، وشعور المواطن أن له حقوقا يجب أن تُحترم، ولا يسامح فيها احدًا.

مُقبلون على مرحلة جديدة في رسم شكل الأردن وملامح المستقبل، وطريق التغيير، عبر الحكومات البرلمانية، أو تعزيز دور الأحزاب والتيارات السياسية، ومن مصلحة الجميع أن يكون للكفاءات دور في المشاركة بصنع المستقبل.

في كل انتخابات نيابية، نتعرض إلى موجة من الفيديوهات المزوَّرة، والاتهامات الباطلة التي تطال بعض المرشحين، فالانتخابات فرصة لبعض الكَسَبَة كي يمارسوا الابتزاز  بفيديوهات مزوَّرة يهددون بها مرشحين، وللأسف حتى يُصدِّق الناس الفيديو الأصلي غير المزور يحتاج الأمر إلى فترة طويلة، فكل ما هو سيّىء يعلق في عقول الناس، وتقوم نُخب بترويجه من دون تحقق أو تدقيق، للأسف الشديد.

الدايم الله…..

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الانتخابات يوم والمحبة دوم

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – “الانتخابات يوم والمحبة دوم”…جملة أو حكمة تسمعها بكثرة …