مقالات مشابهة
الأول نيوز – شارك عضو مجلس إدارة جمعية الحوار الديمقراطي الوطني حاتم أحمد الزعبي ممثلا للاردن في المنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب الذي يعقد في بكين.
وكانت جمعية الحوار الديمقراطي الوطني قد تلقت دعوة رسمية من الحكومة الصينية لتسمية مندوب عنها للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي دعي إليه مؤسسات وأحزاب وجمعيات وهيئات من مختلف دول العالم.
وألقى الزعبي كلمة شاملة في المؤتمر قال فيها…
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انقل إليكم تحيات شعبنا الأردني الذي تجمعه بشعبكم أوثق الصلات وأكثرها قوة ومتانة، يعززها ما يكنه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لفخامة رئيس الجمهورية قائدكم الحكيم دينغ شياو بينغ من احترام وتقدير.
السيدات والسادة،
تعصف بالشرق الأوسط صراعات إقليمية وأزمات إنسانية ناجمة عن الاحتلال التوسعي الإسرائيلي طويل الأمد للأراضي العربية، المستمر رغم القرارات الدولية العديدة التي تدينه وتدعو إلى انسحابه.
تعلمون اننا نعيش اليوم في أوسع الاعتداءات الإسرائيلية وأكثرها فظاعة على الشعوب العربية، وخاصة العدوان الوحشي على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا المجال فإنني اتوجه بالشكر إلى شعوب العالم الحرة وخاصة إلى شعب الصين العظيم، على دعمه القوي طويل الأمد في مختلف الأزمان والمحافل الدولية للحقوق الفلسطينية العادلة، التي باتت تحظى بدعم عشرات الدول النزيهة.
السيدات والسادة،
رغم قرارات الشرعية الدولية العديدة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يتمدد على المزيد من الأراضي الفلسطينية ويمارس جرائم الإبادة الجماعية على مسمع ومرآى الجميع. وان معرفتنا العميقة وتجربتنا وتجربتكم الطويلة مع هذا الاحتلال العنصري التوسعي الاستيطاني، تؤكد انه لن يتوقف عن ممارساته الإجرامية، الا إذا أقدمت دول العالم الحرة على مقاطعته وإيقاع العقوبات الاقتصادية المؤثرة عليه، وهو ما ننتظر ان تقوم به جمهورية الصين الشعبية العظيمة بأن تقود تحالفا دوليا من أجل تنفيذه.
ولأن إسرائيل تعتمد على الإفلات من العقاب، فإن عدوانها الوحشي الجديد على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مستمر منذ أكتر من عام، مما أدى إلى مقتل قرابة خمسين ألف فلسطيني و جرح أكتر من مئه ألف والتسبب في مجاعة فظيعة طالت المدنيين، واعتقال عدد كبير من الفلسطينيين، وتصاعد عنف المستوطنين المسلح الذين يشنون هجمات الوحشية على أهل الضفة الغربية المحتلة العزل، والانتهاكات الواضحة للوضع القائم التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في ظل غياب المساءلة الدولية على هذه الاعتداءات.
السيدات والسادة،
معلوم للعالم كله ان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبتوجيهاته، قام بكسر الحصار الجوي على قطاع غزة وسيّر ويسير عشرات رحلات الإغاثة الجوية إلى قطاع غزة المحاصر، ومئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والانسانية. وقد أنشأت بلادي بتوجيه من جلالة الملك عبد الله عدة مستشفيات ميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة يعمل فيها عشرات الأطباء والممرضين الأردنيين والأردنيات، علاوة على ما يقوم به الملك والملكة وولي العهد ووزارة الخارجية الأردنية من اتصالات وجولات وزيارات كثيفة إلى مختلف دول العالم، لفضح الرواية الإسرائيلية التي تزعم كذبًا ان الكيان الإسرائيلي المحتل هو الضحية المعتدى عليها.
وتبرز اليوم أصوات إسرائيلية رسمية متطرفة؛ تنادي بالتوسع واحتلال المزيد من الأراضي العربية، حتى انها تنادي باحتلال الأردن ليكون الأردن وطننا بديلا للفلسطينيين وهو ما لن يكون ابدا.
السيدات والسادة،
ان الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في منطقتنا يشهد تدهورا وتصعيدا كبيرا خطيرا، مما يوجب تدخل الدول الحرة لوقف هذا التصعيد في الحال.
واننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، نؤكد على ان الحل العادل القابل للحياة والاستمرار، هو الحل القائم على مبدأ حل الدولتين، الذي يحقق سلاما عادلا دائما يرتكز على القانون الدولي والعدالة وحقوق الإنسان.
السيدات والسادة،
اننا في الأردن نؤمن بأن للصين دورا رئيسيا في المساهمة بفض النزاعات ووقف الصراعات واجبار الكيان الإسرائيلي المحتل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967.
واننا لنؤكد على الشراكة النزيهة بين بلدينا
لان الشعب الأردني والشعب الصيني يرتبطان بروابط تاريخيه في ميادين التجارة والشراكه الاقتصادية والنشاط العلمي والدبلوماسي وغيرها الكثير.
ونحن نعتبر الصين شريكًا استراتيجيا لنا ونتطلع إلى مستقبل يوفر الازدهار و الأمن و الاستقرار لشعبينا ولكل شعوب العالم.
شكرا لعقد هذا الملتقى المهم هنا على أرض الصين الفسيحة الجميلة، وشكرا للاستضافة السخية المعهودة عن الشعب الصيني العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
