مقالات مشابهة
القس سامر عازر –
الأول نيوز – استمعت لكلمةٍ جريئة صادرةٍ من القلب وبنغمة حزينة مغلفة بقوة الحق والثبات والصمود الفلسطيني لطالبةٍ خريجةِ اعلام من جامعة بيرزيت وكما بكلمتها وصفتها بأنها جامعة الشهداء.
تكلمت هذه الخريجة بحرقة وألم وحسرة عن واقع ما يجري في حي الشيخ جراح وسلوان ولفتا وغيرهم، وخوفها من أنّ طبخة المقلوبة الفلسطينية قد يَطبخها في بيوتهم غير أهلها وسكانها التاريخيين والشرعيين. كذلك تكلمت عن استمرار مسلسل التهجير المستمر منذ النكبة الكبرى عام 1948 والتي تجدُ استمراريتها حتى اليومَ في اقتلاع الفلسطينيين القسري من أرضهم، وتمزيق وحدتهم الوطنية الإسلامية- المسيحية التي أعطت دروساً خالدة في اللحمة الوطنية الحقيقية التي تناضل من أجل الوطن الذي هو العنوان الحقيقي وهو خارطة الطريق وهو الأول والأخير في كل كلمة تقال وفي كل فعل يَجري.
إن جيل الشباب يزداد تمسكاً وإرادة بإرث الآباء والأجداد، ويزداد عزماً على المضي قدماً بالثبات والصمود، صمود شجرة الزيتون وزيتها المبارك الذي يضيء قناديل الكنائس وأسرجة الجوامع، وهولاء الشباب يَرون في تخرّجهم وفي شهاداتهم الجامعية أقوى سلاح ذو حدّين في النضال والدفاع عن الحق الفلسطيني واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام سبعة وستين والقدس الشرقية عاصمة لها. فَبِعِلمِهم يناضلون ويخدمون بلدهَم، وبتخصصاتهم يشكلون القاعدة الأساس للدولة الفلسطينية ولبناء الهوية العربية الفلسطينية. وقد أسعدني ما ورد في تعليق للسيد خليل عفيف خوري معلقاً على مقابلة لي تم تسجيلها مع الدكتور عامر الحافي بعنوان ” المسيحيون في فلسطين” يقول فيها بأن “الكلمة المناضلة لا تقل أهمية عن الرصاص في الدفاع عن الحق الفلسطيني.
نعم! إنها الكلمة وقوة الكلمة النابعة من القلب والمعبِّرة عن الحق هي أقوى وسيلة لتُحرِّك قلب العالم ليتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني الذي يستحق الحياة الكريمة على أرض آباءه وأجداده وفق قرارت الأمم المتحدة والشرعية الدولية واحلال السلام في أرض السلام التي لم تذق يوماً مآلات السلام العادل والشامل.
كلمة هذه الطالبة الخريجة هي رسالة لكل أصحاب الضمائر الحية بألا تسكت عن الظلم وعن الجور، بل أن ترتقي إلى المسوؤلية الأدبية والقيم الروحية التي زرعها الله في الإنسان لكي يناصر الحق ويقيم العدل في الأرض، متذكرين ماذا يطلبه من الرب من الإنسان بأن يصنع الحق ويحب الرحمة وتسلك متواضعاً.
